” الفلوجة”، حين نفوز بالفرجة ونخسر أبناءنا… فتحي الجموسي

” الفلوجة”، حين نفوز بالفرجة ونخسر أبناءنا… فتحي الجموسي

26 مارس، 21:17

في المجتمعات الهشة من حيث ثقافتها وتعليمها قد تتحول السهرات والافلام والمسلسلات التلفزية او الاذاعية من مجرد برامج تعبر عن حرية الإعلام والصحافة إلى برمجة منظمة لمستقبل وهوية الأجيال المقبلة وسلوكياتها.
ومنذ ما يسمى بالثورة تكاد كل سهراتنا التلفزية بالقنوات الخاصة لا تخلو من حضور ثلاث: عاهرة ومخنث ومتطرف ديني.
بعض البرامج الاعلامية تصبح خطرا كبيرا على مستقبل أبنائنا من حيث عملها المحكم والخبيث وإعتماد تقنيات تصور التمثيل على كونه حقيقة وتقلب الحالات الشاذة إلى قاعدة عامة بأسلوب “الترويض” و “غسل الدماغ” الهادفة الى تطبيع الاطفال والشباب مع الجريمة واعتبار الانحراف سلوكا عاديا ومألوفا بحيث يصبح الطفل السوي يشعر بكونه طفلا شاذا وغير عادي مقارنة مع بقية الاطفال أو الشباب بما يحفزه أو بالأحرى يجبره على الانحراف حتى يصبح عاديا مثل البقية.
ارتفاع نسبة المشاهدة لمسلسل الفلوجة مثلا ليس مؤشرا على نجاح هذا العمل التلفزي بقدر ما هو دليل على فشل تونس في تكوين اجيال متعلمة و مثقفة قادرة على التمييز بين الرداءة و التميز.
هذا المسلسل ليس عملا متميزا لا من حيث القصة ولا من حيث التمثيل أو الإخراج وكل ما يفسر ارتفاع نسبة مشاهدته هو إعتماده فقط على عامل الإثارة عبر التطرق لمواضيع خطرة وممنوعة ويمكن لاي كان أن ينجز عملا تلفزيا أكثر مشاهدة لو تطرق مثلا لمواضيع أكثر اجرامية وأكثر إثارة من هذا المسلسل كالأفلام الجنسية والاباحية أو التي تجسد جرائم القتل والتعذيب مثلا.

مواضيع ذات صلة