اللطخة لا قدر الله ..لا تنتظر….عمر منصور

تحدث السيد مروان العباسي محافظ البنك المركزي منذ أيام عن الوضعية البائسة للاقتصاد التونسي وقال أنه بات يخشي من ” اللطخة ” التي قد تأتي والتي لا يعرف من أين ، ونفس عبارة اللطخة وردت علي لسان السيد سامي الطاهري عن الاتحاد التونسي الشغل في معرض حديثه كذلك عن الأزمة …… عبارة اللطخة معبرة صعبة مفزعة ولكنها الحقيقة بكل المعايير والمقاييس .

كنت أظن أن يسارع قادة البلاد في الحين الي ترك الخلافات جانبا , ولو الي حين ، وأن يسارعوا الي الجلوس علي طاولة الحوار ولو علي مضض ، علي الأقل لانقاذ البلاد من هذه اللطخة التي أصبحت قريبة جدا لا قدر الله .

الحقيقة كانت غير ذلك وكلمة اللطخة أخذتها الرياح بعيدا ، وانكب الجميع علي مسلسل الأحداث المؤسفة التي تجد يوميا بالبلاد والتي لا يتأخر مسؤولنا عن ركوبهاللتشهير وضرب بعضهم وربح النقاط .

في مجلس النواب خصومات متواصلة بعيدة عن جروح البلاد والامها وبؤسها ، وحديث عن مشروع بادرة رئاسية للحوار لم تتضح بعد ابعادها وملامحها وشروطها ، بادرة يعلم الله مالها في مستنقع الحروبات والاحقاد والضغائن المتبادلة ورفض واقصاء هذا لذاك ، وفي عاصفة هوجاء هدفها ….شكون يطيح الآخر . كل ذلك دون الحديث عن الجهات الاجنبية المانحة التي تتردد في اقراضنا وقد لا تفعل .

وفي الانتظار ، كورونا تفترسنا وديون رهيبة يحل اجلها وعجز مالي مهول وشركات كبيرة وصغيرة تغادرنا واستثمارات هاربة أو لا تريدنا ، ادارة مشتتة وشباب عاطل ابتلعته الخصاصة والتشرد وأمن مفقود وتعليم ضائع تائه وثروات منهوبة واسعار مشتعلة…… ومؤسسات التراقيم السيادية تتربص بنا…..

ليأخذ مسؤولنا وقتهم وراحتهم في المشاورات والحوارات والاشتراطات والمناورات والحسابات ، وليتناولوا القهوة والشاي وما لذ وطاب من مالح وحلو فلا شيء يدعونا الي الاستعجال……….لكن اللطخة لا قدر الله لا تنتظر .

              عمر منصور