النموذجي محمد نجيب عبد المولى حيّ بيننا

النموذجي محمد نجيب عبد المولى حيّ بيننا

13 سبتمبر، 16:31

ليس صدفة أن تحتفل وزارة التربية بإطلاق اسم محمد نجيب عبد المولى على المعهد النموذجي بصفاقس 2 في جو مهيب لم يغب عنه وزير التربية وعدد كبير من الإطارات التربوية والنقابية والحقوقية في الجهة فضلا عن أبناء عائلته الكريمة وأصدقائه الخلص.

لقد احتل المرحوم اليوم المكانة التي يستحق. لن يبقى فقط في قلوب أبنائه وأحفاده ورفيقة دربه أو في ذاكرة من أحبّوه وخبروا معدنه التونسي الأصيل. لقد تحول إلى أيقونة ومنارة تهتدي بها الأجيال وتلهمها معاني الكفاءة والعطاء بلا حدود خدمة للوطن وللقيم الإنسانية النبيلة. للحدث معاني أخرى لا بد من الإشادة بها:- أن تقر الوزارة ممثلة في مسؤولها الأول بفضل أحد رجالاتها الأبرار وتضحياته من أجل إعلاء شأن المدرسة العمومية واستماتته في تكريس المبادئ الحضارية النيرة التي قامت عليها وفي نشر الثقافة المستنيرة والقيم الأخلاقية السمحة، يعني أن المدرسة التونسية لا تزال على العهد وأن الأمل في استعادة بريقها لم يخفت رغم كل ما أصابها من وهن.

– أن يحضر كل ذلك العدد من زملاء وأصدقاء الفقيد واستحضارهم لخصاله بعد سنة من وفاته يعني أن القيم التي دافع عنها عصية على النسيان وستجد دوما من يدافع عنها.

– أن تدمع أعين أبنائه وزوجته الفاضلة تأثرا بالحدث ويلمسون ذلك الكم الهائل من الوفاء للفقيد يعني أنهم أدركوا أنه ليس حكرا عليهم وأن إشعاعه يتجاوز المكان والزمان العائليين.- أن يجتهد ويثابر رفاقه الأوفياء لتخليد ذكرى من فارقهم إلى الأبد وبعيدا عن أي حسابات أو أطماع شخصية يعني أن ثقافة الوفاء والاعتراف بالجميل ليست غريبة عن المجتمع التونسي.

– أن يحمل المعهد النموذجي اسم محمد نجيب عبد المولى لا يعني فقط تكريما له وهدية لشخص رحل بلا رجعة بل يعني أكثر من ذلك، يعني تكريما لكل من ناضل ومن يناضل ومن سيناضل في سبيل إعلاء نفس القيم النبيلة ونشر نفس الثقافة النيرة في ربوع مدارسنا.

لروحك السلام صديقي الروحي “نجوبة” وشكرا لك على كل ما قدمته لنا ولوطنك حيا وميتا.

وشكرا لكل من اجتهد وثابر ليجعل من هذا الحدث واقعا ملموسا يتجاوز اللحظة ويتحدى الموت.

عبد اللطيف معطر

مواضيع ذات صلة