الوضع يتأزم:.. والرؤساء الثلاثة يلازمون الصمت.

الوضع يتأزم:.. والرؤساء الثلاثة يلازمون الصمت.

19 سبتمبر، 18:30

اعتمد شارلي شابلن في فنه علي الكوميديا الصامتة الهادفة التي تناقش القضايا الاجتماعية في قالب كوميدي ممتع.نفس هذا التمشي يعتمده الرؤساء الثلاث في تونس، يخيرون الصمت المطبق في حلهم وترحالهم، ولكنهم عكس شارلي على خشبة المسرح. لا يطرحون قضايا ولا يضحكون الجماهير، وإن إختلف مكان المسرحية، فمسرح قرطاج يقدم عرضا شعبويا كله رموز وإيحاءات غير مفهومة، وجمل غير مسترسلة، تغادر العرض وكلك أفكار على فك شفرات ألفاض “الرئيس” عفوا بطل المسرحية. بينما في مسرح باردو لانشاهد سوى التشابك بين بطل المسرحية ومعاونيه، وكأننا بالممثلين خرجوا عن النص وبقي صاحب السيناريو في التسلل، باحثا عن ممثلين جدد ليكمل بهم العرض البائس على خشبة “المجلس “عفوا مسرح العرض. في المقابل وعلى خشبة مسرح القصبة يقف بطل العرض، الممثل الشاب ينتظر مخرج قرطاج وكاتب السيناريو الموجود في باردو، ليقدم عرضه الفرجوي الذي ينتظر فيه الجمهور بفارغ الصبر، ولكن المؤشرات تقول أن المسرحية ستكون بائسة كغيرها من العروض السابقة، خاصة في ضل الصراع بين المخرج والسيناريست. حقيقة ،الوضع في تونس شبيه بما يحدث في المسارح الصامتة، كيف لا والرؤساء الثلاث يخيرون الصمت أمام الأحداث المتتالية التي تعيشها البلاد، إرهاب، فياضانات، عودة مدرسية ووضع صحي حرج يزداد سوءا يوما بعد يوم، في ظل الأرقام المسجلة لعدد الإصابات بفيروس كورونا وعدد الوفيات اليومية. المؤشرات الإقتصادية أيضا لا تبشر بالخير والمقدرة الشرائية للمواطن تدهورت، وإلتهبت الأسعار وإرتفعت معدلات الجريمة… ولكن الرؤساء الثلاث يواصلون في صمتهم، غير عابئين بما يحدث في البلاد. في المقابل شعب منهك القوى ينتضر في رسائل الطمأنة من قوى سياسية لا هم لها سوى البقاء في المنصب.  حقا نحن أمام   عرض فلكلوري سيئ الإخراج وضعيف السيناريو في ظل صراع المخرج والسيناريست وسط ذهول بطل المسرحية المغلوب على أمره شأنه شأن المتفرجين. أسامة بن رقيقة. 

مواضيع ذات صلة