الى متى ؟ …عبد الكريم قطاطة

الى متى ؟ …عبد الكريم قطاطة

26 جويلية، 21:30

استمعت الى عديد المداخلات حول ما حدث منذ امس في تونس من العديد ممّا يسمّون انفسهم بالنخبة سياسيا وفكريّا …ولم اجد جديدا فيما يكرّرونهم دوما على مسامعنا …هم يردّدون افكارا يعود بعضها الى العهد الاغريقي … خاصّة تلك المتعلقة بالديموقراطية والحرية وحقوق الانسان ..متناسين امرين هامّين اوّلهما الانسان ابن بيئته وكلّ نظرية لا تتلاءم مع تلك البيئة هي عرجاء … فالفقر في السويد مثلا ليس هو الفقر في .. _ كدت اقول في الصومال _ ولكن وامام الوضعية المزرية التي اصبح عليها المواطن التونسي اراني مجبرا على القول _ الفقر في السويد ليس هو الفقر في تونس ..وقس على ذلك كلّ الامثلة وخاصة تلك المتعلّقة بالديموقراطية والحرّية فالديموقراطية والحرية في البلدان السكاندينافية ليست حتما لها نفس الواقع في البلدان العربية …النخبة تتبجّح علينا بترديد مثل هذه الشعارات في شكل محفوظات حفظتها عبر الكتب .. النخبة لا تنزل الى الشارع والى الحومة والى الارياف لتستقي منها مفاهيم اخرى لنضالها ..هي كالجاحظ ستموت يوما مثله بخزانة كتب تسقط على راسها ..الامر الثاني وعودة حتى الى باب الديموقراطية التي ظهرت في العهد الاغريقي المفكرون لم يقفوا عند ذلك المفهوم بل طوروه اي انهم لم يقفوا عند ذلك المفهوم الاغريقي موقف التقديس بل اعملوا رايهم وعدّلوا وغيّروا ..وهذه ميزة النخبة الحقيقية تطوير المفاهيم حسب الظروف وحسب التحولات المجتمعية …نخبتنا في جلّها كسولة جدا في هذا الباب هي كتليمذ حفظ دروسه باتقان وانتفى عنده جانب النقد والاضافة …اذن الحصيلة والتي نحن عليها الان انّ النخبة في واد والشعب والحقيقة الشارعية في واد ..لم يفهموا بعد ان لا شيء في النظريات البشرية وحتى في التجارب الانسانية مقدّس … لا الديموقراطية ولا الشرعية ولا الانظمة السياسية ولا النظام الانتخابي …مثل هذه الاشياء لم تكن موجودة في العصور الغابرة الانسان هو الذي وضعها باعمال فكره ولم تات مسقطة من السماء وهذا الانسان لم يقف عند حقيقة واحدة مقدّسة فيها بل حذف ورسّخ وطوّر وانهى العديد منها … في تقديري المتواضع اذا تخلّينا عن ما حفظناه من معارف طيلة عهود و التي بنينا لها كهوفا واوصدنا عليها باب العقل واكتفينا بالنقل . وهنا يكمن القارق بين عقل بشري يتطوّر ويطوّر وعقل بشري جامد يكتفي بسرد ما حفظه طيل تعليمه وفي تقديري هو الفارق بين المثقف والمتعلّم … اعمال الفكر وتطوير المفاهيم التي انجبت عديد المبدعين والمخترعين والمكتشفين هي التي تُخضع الاشياء والمفاهيم للتغيير وللخلق والابداع … من هذه الزاوية ارى انّ .هنالك اشياء عديدة قابلة لاعادة النظر وبالتالي الحكم لها او عليها .. وكمثال _ هل ما قام به الرئيس التونسي انقلابا او تصحيحا لمسار ……؟؟ _ تدوينتي هذه موجّهة لمن يريد اعمال الرأي … الفكر القطيعي اعرف مسبقا مواقفه ولا اعيرها ايّ اهتمام …لانّ القطعان لا عقل لهم فهم يمتثلون لراعيهم حتى لو كان كلبا ..26 جانفي 2021 ..اعرف اننا في شهر جويلية ولكن كنت نبهت سابقا انّ شهر جانفي سيأتي في غير موعده هذه السنة خاصّة وانّ 26 جانفي بالذات له رمز تاريخي في نضال الشعب التونسي ..وعاشت تونس منيعة شامخة رغم اعدائها في الداخل والخارج ….

مواضيع ذات صلة