بعد الإضرابات الأخيرة وما فعله المخربون :ونِعْمَ الدكتاتورية… أسامة بن رقيقة

بعد الإضرابات الأخيرة وما فعله المخربون :ونِعْمَ الدكتاتورية… أسامة بن رقيقة

26 نوفمبر، 21:02

يقول  تشرشل أن الديمقراطية  “”هي أسوأ نظام عرفته البشرية  لأنها قادرة على إنجاب أعتى الدكتاتوريات”” والمعلوم أن أسوأ الدكتاتوريات خرجت من صناديق الإقتراع هنا نتحدث عن هتلر. فرصيد الديمقراطية الحقيقي “ليس في صناديق الاقتراع بل في وعي الناس”. هذا الوعي الذي تحدث عنه روسو، أصبح مفقود في تونس، فبالرغم من مرور قرابة العشر سنوات على الثورة  أصبح البعض يحن إلى الماضي التعيس جراء الفوضى واللامبالاة التى أصبحنا نعيشها من إضرابات عشوائية وعدم الشعور بالمسؤولية ومن غياب للوعي. إضرابات في قطاع الأنشطة البترولية  الذي يوفر  سيولة كبيرة لميزانية ، الغاز ، والفسفاط… كل هذا في وقت قصير ، الجميع يريد… ولا يعرفون تونس ما تريد ، فيتبجحون بحب الوطن والحقيقة غير ذلك فهم يريدون كل شيء لحساباتهم الضيقة… لنتحول بقدرة قادر من دكتاتورية النظام إلى دكتاتورية النقابات وهي أخطر بكثير لأن هاته النقابات تضن أن الديمقراطية تعنى الإنفلات وأن تفعل ماتشاء وقت ماتشاء.وبفعل هاته الصبيانيات أصبح الإعتقاد السائد أننا شعب لانستحق الديمقراطية، فدكتاتورية بأمن وأمان وإستقرار أفضل من ديمقراطية بلا امان وغياب واضح للسلطة والدولة مثلما يحصل مع توقف إنتاج الفسفاط والغاز والأنشطة البترولية… وهو مايجعلنا نتسائل من في السلطة النقابات أم القصبة ؟والخوف كل الخوف أن يحصل معنا ماحدث في يوغسلافيا السابقة عندما إندلعت الحرب الأهلية بفعل النقابات وأصبح البعض يحن إلى الدكتاتور “”تيتو”” الذي حكم بالعصا والنار ومعتقدين انه تمكن من الحفاظ على دولة متعددة الأعراق.الثورة الفرنسية أيضا شهدت سنوات من الفوضى إستمرت لستة عقود، فبعد إقتحام الثوار سجن الباستيل عام 1789 وإعدام الملك لويس السادس عشر  مرت البلاد بسنوات عجاف خاصة مع تدخل النقابات.التاريخ يقول أن بعض النقابات أينما حلت حل الخراب ، ولست ضد العمل النقابي المقنن الذي يحترم خصوصيات البلاد والظروف التى تمر بها , وإنما ضد النقابات التى تعتمد السياسة في الخفاء وتبحث عن مصالحها الضيقة فهذا يهدد بقطع الماء الصالح للشراب والاخر بغلق مصانع الفسفاط وذاك بقطع الطريق… ماذا يحدث ؟ وكما يقال محاربة الدكتاتورية أسهل من محاربة الصبيانية. 

مواضيع ذات صلة