بعد خطاب الطبوبي: هل يريد الإتحاد أن يكون سلطة فوق السلطة!

بعد خطاب الطبوبي: هل يريد الإتحاد أن يكون سلطة فوق السلطة!

28 جوان، 17:30

منذ نشٱته لعب الإتحاد العام التونسي للشغل دورا مهما في الحياة النقابية من خلال توعية الكادحين وتنظيمهم قطاعيا،ومركزيا،وقيادة نظالاتهم من أجل تحسين أوضاعهم المادية والمعنوية.
 أما على المستوى السياسي فقد كان لمنظمة حشاد دور فعال في الإستقلال ومسيرة بناء الدولة العصرية وإرساء مباديء الديمقراطية.
 حتى أصبح بعد الثورة شريك سياسي فاعل في كل الأحداث السياسية المهمة من الحوار الوطني الى وثيقة قرطاج. 
ولكن رغم هذا التفاعل الإيجابي بين النقابي والسياسي إلا أن بعض قيادات الإتحاد إنحرفوا عن المسار الصحيح للإتحاد ولم يلتزموا بمباديء وضوابط المنظمة الشغيلة تحت شعارات مغلوطة كالتعددية والديمقراطية. حتى أن بعض القيادات حولوا العمل النقابي إلى وسيلة ضغط على الحكومة وعلى القضاء من أجل إطلاق نقابيين ورفع شعارات سياسية مثلما حصل مع التجمع العمالي في صفاقس، حين رفع النقابيبن شعارات تقسم التونسيين، وهتافات  ضد أطراف سياسية والنيل من السلطة القضائية.  نفس القيادات  قامت سابقا بالضغط على الحكومة من أجل إقالة وزراء مثلما فعلت نقابة الصحة مع  الوزير   السابق سعيد العايدي وتتدخل نقابة التعليم  لإقالة وزير التربية السابق ناجي جلول. ومهما إختلفنا مع وزير فلا يمكن إعتماد العمل النقابي لتغيير المسؤوليين.
 كما يوجد داخل النقابات من لا يقبل حتى مجرد النقد. لنتحول بقدرة قادر من دكتاتورية النظام إلى دكتاتورية النقابات وهي أخطر بكثير لأن هاته النقابات تظن أن الديمقراطية تعنى الإنفلات وأن تفعل ماتشاء وقت ماتشاء.وبفعل هاته الصبيانيات أصبح الإعتقاد السائد أننا شعب لانستحق الديمقراطية، فدكتاتورية بأمن وأمان وإستقرار أفضل من ديمقراطية بلا امان وغياب واضح للسلطة والدولة مثلما يحصل مع توقف إنتاج الفسفاط والصحة… وهو مايجعلنا نتسائل من في السلطة النقابات أم القصبة؟ والخوف كل الخوف أن يحصل معنا ماحدث في يوغسلافيا السابقة عندما إندلعت الحرب الأهلية بفعل النقابات وأصبح البعض يحن إلى الدكتاتور “”تيتو”” الذي حكم بالعصا واانار ومعتقدين انه تمكن من الحفاظ على دولة متعددة الأعراق.الثورة الفرنسية أيضا شهدت سنوات من الفوضى إستمرت لستة عقود، فبعد إقتحام الثوار سجن الباستيل عام 1789 وإعدام الملك لويس السادس عشر  مرت البلاد بسنوات عجاف خاصة مع تدخل النقابات. ، ولست ضد العمل النقابي المقنن الذي يحترم خصوصيات البلاد والظروف التى تمر بها , وإنما ضد النقابات التى تعتمد السياسة في الخفاء وتبحث عن مصالحها الضيقة فهذا يتهم القضاء  والاخر بغلق مصانع الفسفاط وذاك يطالب بإستقالة وزراء وإطلاق سراح الموقوفين…  ماذا يحدث ؟ وكما يقال محاربة الدكتاتورية أسهل من محاربة الصبيانيات،  والخوف كل الخوف أن نسقط في دكتاتورية النقابات بعد أن كنا في دكتاتورية النظام…

أسامة بن رقيقة. 

مواضيع ذات صلة