بكل هدوء: احذروا النقاشات البيزنطيّة …حافظ كسكاس

قبل 25 جويلية كانت القوى المهيمنة على الساحة السياسية شبه متساوية وكانت النقاشات شبه منعدمة في ركود فكري غريب عن تونس الا من السب والشتم ورمي الاخر بكل النعوت كافر…تجمعي ..منظومة قديمة …خوانجي …

اليوم وبعد 25 جويلية تغير المشهد نهائيا ورجح قيس سعيد الكفة لصالحه لتنطلق معارك اكثر خطورة واقل ادبا والتزاما بادب الحوار من طرف جميع الاطراف وتغير الشكل الانتمائي لبعض المجموعات وتفتت احزاب وضعفت اخرى وهو امر منطقي في السياسة لانها متحركة وليست جامدة ولكن ما لم يتغير للاسف هو الحقد الذي نستشفه من ذباب كل المشاركين في المشهد السياسي …فما يسمى ذباب قيس سعيد لا يترك فرصة الا استغلها لاطلاق ابشع النعوت على خصومهم بينما تستعمل مجموعات الذباب الازرق سياسة الاستفزاز والقدح ووصل الحد الى وصف الرئيس بالمتوحد تماما مثلما هو الامر للغنوشي ووصفه بالسفاح ..

فهل لهذه السياسة وهذا المنطق نهاية ؟ وهل عندما نهاجم الخصم فايسبوكيا نضمن الهزيمة له والانتصار لنا ؟ ابدا فالكل خاسر والوطن هو الخاسر الاكبر وعلى الجميع استبدال الحروب الفايسبوكية القذرة والتي تتطلب ميزانيات عجيبة وغريبة بالنقاش الحضاري بعيدا عن الكراهية والحقد وخاصة قبول الاخر كما هو وعدم اعتباره عدوّا بل مواطنا يحب بلاده ولكن كل بطريقته .