بهدوء ودون أي انفعالات…الفة يوسف

بهدوء ودون أي انفعالات…الفة يوسف

18 جويلية، 21:46

أغلب من خرجوا يوم 14 جانفي 2011 كانوا يحلمون بتونس أفضل…بعد عشر سنوات ونيف نحن في وضعية هي من أتعس ما يكون، بل هي كابوس فظيع بشهادة جل التونسيين، ليس مهما أن تسمي ما جرى ثورة أو انتفاضة أو انقلابا…المهم أن الاخوان وأذيالهم من الانتهازيين وهم لم يخرجوا للاحتجاج، قد دمروا تونس…وما زالوا…أغلب من فرحوا وغنوا يوم سقوط بغداد سنة 2003 كانوا يتصورون ان العراق سيصبح، بعد رحيل صدام حسين جنة، فإذا بالعراق إلى اليوم يعاني ويعاني ويعاني…بعد أن كان مشروع بلد حديث فاعل ومؤثر…اغلب من انتخبوا السبسي(وكنت منهم) كانوا يتصورون أنهم انتصروا على الإخوان بالصندوق، فعاد إليهم الإخوان وركبوهم بالتوافق…لا يعني هذا أن بن علي أو صدام رحمهما الله ملائكة، ولا يعني هذا أن من خرجوا هنا أو هناك ما كان عليهم أن يخرجوا…لا، هذا يعني ان السياسة مطبخ كبير تديره قوى عظمى ولوبيات اقتصادية متنفذة، قد تبيعك في الآن نفسه المخدرات، وتبني لك مراكز لمقاومة الإدمان، وتبيعك التبغ والمواد المسرطنة، وتبيعك أدوية السرطان في الآن نفسه…مبدأ الانقلابات clef en main شائع وليس وهما…ويكفي قراءة كتب السياسة والتاريخ، ولن أتحدث عن هيلاري بل سأكتفي باعتراف الcia بانها وراء الانقلاب على مصدق في إيران…اليوم، نحن في تونس على أعتاب نهاية منظومة…ما يجري هو صراع على السلطة بين الأطراف المتنازعة…وأنتم تعرفون بعضهم…صراعاتهم لا تعنينا…ونحن لا نعنيهم…نحن، الشعب، لا نعنيهم إلا كصوت في الانتخابات…ولا نعنيهم إلا كوقود محرقة لحصولهم على السلطة، والذين توفوا بعد 14 جانفي، ولا نعرف الى اليوم من قتلهم مثال على ذلك… لا يتعلق الأمر بتونس وحدها…العالم كله يتحول، أمريكا في طريقها إلى فقدان الزعامة على العالم، فهل تتخلى عن الإخوان وتمركزهم بتونس قرب الجزائر وليبيا، أو تطيل عمرهم تحت مسمى جديد؟الشعب غاضب جدا، هذا لا شك فيه، كلنا غاضبون، كلنا منهكون، كلنا متفجرون….ما أرجوه هو أن تنتصر في تونس إرادة عدل وحوكمة رشيدة وبناء بلاد، لا أن يكون شبابنا محرقة، مرة أخرى، لصراعات داخلية وخارجية مدمرة…مع العلم أني ما زلت متفائلة بأن مستقبل هذه البلاد سيكون باذن الله افضل…وسأفسر سبب تفاؤلي…

مواضيع ذات صلة