حتّى الحقّ في الحياة داسوه…عبد الكريم قطاطة

حتّى الحقّ في الحياة داسوه…عبد الكريم قطاطة

17 افريل، 21:02

موجع ان يكون الحاكم لا يأبه بحقّ المواطن في الحياة …هذا هو واقعنا بعد الثورة المباركة …ثورة اردناها حلما للقطع مع الاستبداد والديكتاتورية فأفقنا على حقيقة واحدة … انّها لم تكن ثورة وسجّلوا عليّ انّي لا اؤمن بها كثورة بل هي انتفاضة شعب من اجل ديموقراطية وشغل فتحوّلت بين عشيّة وعشيّة الى استيلاء على مرافق الدولة لتبدأ عماية التفقير والتجويع الى ان وصلت الان الى الدّوس على حقّ الفرد في الحياة …وجاءت جائحة الكورونا لتؤكّد ذلك …سآخذ مثالا واحدا على ما قلته …مقارنة بسيطة بين الاجتماعات الوزارية او اجتماعات مجلس الدّواب التي تتم عن بعد اتقاء للجائحة وبين مواصلة الدروس في قطاع التعليم بكلّ فروعه ..الحاكم اتّخذ احتياطاته من اجل حماية نفسه في الحكومة وفي مجلس الدواب من التكورين وضرب بعرض الحائط كلّ المخاطر التي تهدّد قطاع التعليم بتلاميذه ومدرّسيه وادارييه وعملته …هؤلاء لكأنّي بهم مواطنون من درجة عاشرة تحت الصفر وليس لهم الحقّ في ابسط حقوق الفرد _ دينيا انسانيا دستوريا _ حقّهم في الحياة …ايّة جريمة اكبر من ان يكون الفرد معرّضا لخطر فقدان حياته في حياته ؟؟ … اما كان ممكنا ايقاف الدروس لمدّة شهر او شهرين لكسر العدوى ثم استئنافها واختصار العطلة الصيفيّة لشهر واحد ؟؟ ثمّ وحتّى ان لم تُفرج الامور بعدها ايّهما اولى واغلى ؟ اعلان سنة بيضاء او فقدان ارواح بشرية؟؟ …. تبّا لثورة لا تُعطي الاولوية القصوى لحق شعبها ليس فقط في _ الشغل والحرية والكرامة الوطنية وهو شعار شهري ديسمبر 2010 و 2011 _ بل في حقّه في الوجود … ثمّ حتّى وان اجمعنا دون ادنى نقاش على ان لا للاستبداد قبل 14 جانفي 2011 فانّ ارذل الديموقراطيات واشدّها نكدا على الشعوب ديموقراطية التبقيبق والكذب والدجل والنفاق واللصوية والانتهازية… وهذا ما عشناه بعد 14 جانفي مع اشباه السياسيين وارذلهم …وتبّا للمنظّرين الذين ملؤوا رؤسنا بجعجعتهم الثويرية وهم يقبعون تحت مكيّفات الهواء صيفا وشتاء وعلى ارائك فخمة ينعمون بالحياة اللوكس ومتغنّين بلوبانة الربيع العربي بينما شعوبهم ترزح تحت زمهرير الفقر والجوع والخصاصة ..والان هم مهدّدون بالموت البطيء .. نحن وكما قال تشرشل الحقيقي لا المزيّف نصنع من الحمقى قادة ثمّ نتساءل من اين يأتي الخراب …..تبّا تبّا تبّا

مواضيع ذات صلة