حديثُ الجمعة : حُسن الظن بالله

حديثُ الجمعة : حُسن الظن بالله

23 سبتمبر، 11:00
  • قيل لأعرابي في البصرة :
    ﻫﻞ ﺗُﺤﺪّﺙ ﻧﻔﺴﻚ ﺑﺪﺧﻮﻝ ﺍﻟﺠﻨَّﺔ ، ﻗﺎﻝ :
    ﻭﺍللهِ ﻣﺎ ﺷﻜﻜﺖ في ذلك ﻗﻂُّ ، وﺃﻧِّﻲ ﺳﻮﻑ ﺃﺧﻄﻮ ﻓﻲ ﺭﻳﺎﺿﻬﺎ ، ﻭﺃﺷﺮﺏ ﻣﻦ ﺣِﻴﺎﺿﻬﺎ ، ﻭﺃﺳﺘﻈﻞُّ ﺑﺄﺷﺠﺎﺭﻫﺎ ، ﻭﺁﻛﻞ ﻣﻦ ﺛﻤﺎﺭﻫﺎ ، ﻭﺃﺗﻔﻴَّﺄ ﺑﻈﻼﻟﻬﺎ ، ﻭﺃﺗﺮﺷَّﻒ ﻣﻦ ﻗﻼﻟﻬﺎ ، ﻭﺃعيش ﻓﻲ ﻏﺮﻓﻬﺎ ﻭﻗﺼﻮﺭﻫﺎ ؛
    ﻗﻴﻞ ﻟﻪ : ﺃﻓﺒﺤﺴﻨﺔٍ ﻗﺪّمتها .. ﺃﻡ ﺑﺼﺎﻟﺤﺔٍ ﺃﺳﻠﻔﺘﻬﺎ ؟
    ﻗﺎﻝ : ﻭﺃﻱُّ ﺣﺴﻨﺔٍ ﺃﻋﻠﻰ ﺷﺮﻓﺎً ﻭﺃﻋﻈﻢ أجراً ﻣﻦ ﺇﻳﻤﺎﻧﻲ ﺑﺎللهِ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺟﺤﻮﺩﻱ ﻟﻜﻞِّ ﻣﻌﺒﻮﺩٍ ﺳﻮﻯ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ .
    ﻗﻴﻞ ﻟﻪ : ﺃﻓﻼ ﺗﺨﺸﻰ ﺍﻟﺬّﻧﻮﺏ ؟
    ﻗﺎﻝ : ﺧﻠﻖ ﺍللهُ ﺍﻟﻤﻐﻔﺮﺓ ﻟﻠﺬﻧﻮﺏ ، ﻭﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﻟﻠﺨﻄﺄ ، ﻭﺍﻟﻌﻔﻮ ﻟﻠﺠُﺮﻡ ، ﻭﻫﻮ ﺃﻛﺮﻡ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻌﺬِّﺏ ﻣﺤﺒِّﻴﻪ ﻓﻲ ﻧﺎﺭ ﺟﻬﻨَّﻢ .
    ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﻣﺴﺠﺪ ﺍﻟﺒﺼﺮﺓ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ : ﻟﻘﺪ ﺣَﺴُﻦَ ﻇﻦُّ ﺍﻷﻋﺮﺍﺑﻲِّ ﺑﺮﺑِّﻪ ، ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻻ ﻳﺬﻛﺮﻭﻥ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﺇﻻ ﺍﻧﺠﻠﺖ ﻏﻤﺎﻣﺔ ﺍﻟﻴﺄﺱ ﻋﻨﻬﻢ ، ﻭﻏﻠﺐ ﺳﻠﻄﺎﻥ ﺍﻟﺮﺟﺎﺀ ﻋﻠﻴﻬﻢ .
    قال تعالى : { فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ العَالَمِين }
    يقولُ ابن مَسعُود رضي الله عنه :
    ” قسماً بالله ما ظنَّ أحدٌ باللهِ ظناً ؛ إلّا أعطَاه ما يظنُّ … وذلكَ لأنَّ الفَضلَ كُلَّه بيدِ الله ..”
    اللهمّ إنّا نظن بك : غفراناً ، وعفواً وتوفيقاً ، ونصراً ، وثباتاً ، وتيسيراً ، وسعـادةً ، ورزقا ً، وشفاءً ، وحُسنَ خاتمةٍ ، وتوبةً نصوحاً.. وعتقاً من النار والفردوس الأعلى من الجنة ندخلها بغير حساب ، ولذة النظر إلى وجهك الكريم ، وأن تهب لنا مزيداً من فضلكَ يا واسِـع الفضل والعطاء .

مواضيع ذات صلة