حديث الجمعة :  المولد العلي والحقيقة المحمدية

حديث الجمعة : المولد العلي والحقيقة المحمدية

7 أكتوبر، 11:00


قال صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنِّي عِنْدَ اللَّهِ فِي أَوَّلِ الْكِتَابِ لَخَاتَمُ النَّبِيِّينَ وَإِنَّ آدَمَ لَمُنْجَدِلٌ فِي طِينَتِهِ».
ألا بأبي مَن كانَ مَلكا وسيّدا .. وآدمُ بينَ الماءِ والطينِ واقفُ
فذاك الرسولُ الأبطحيُّ محمدٌ .. له في العُلا مجدٌ تليدٌ وطارفُ
أتى بزمانِ السعدِ في آخرِ المَدَى .. وكان له في كلِّ عصرٍ مواقفُ
أتى لانكسارِ الدهرِ يجبرُ صدعَهُ .. فأثنت عليه ألسنٌ وعوارفُ
إذا رامَ أمرًا لا يكونُ خِلافُهُ .. وليس لذاكَ الأمرِ في الكونِ صارفُ
(الأبيات للشيخ الأكبر ابن عربي)
وقال الله تعالى لسيدنا آدم عليه السلام: «إِنَّهُ لَأُحِبُّ الْخَلْقِ إِلَيَّ، اُدْعُنِي بِحَقِّهِ، فَقَدْ غَفَرْتُ لَكَ، وَلَوْلَا مُحَمَّدٌ مَا خَلَقْتُكَ».
فقال: إلهي ما الضياءُ الذي أرَى .. جنودَ السما تعشو إليه تردُّدا
فقال: نبيٌّ خيرُ مَن وَطِئَ الثرى .. وأفضلُ من في الخيرِ راحَ أو اغْتَدى
تخيَّرْتُه مِن قبل خلقكَ سيدًا .. وألبستُه قبلَ النبيين سؤددا
(الأبيات للإمام الشاعر صالح بن الحسين الشافعي)
فما أعظمَ حقيقتَه المحمدية، التي لا يحيط بها إلا ربُّ البرية.
وكيفَ يُدركُ في الدنيا حقيقَتَهُ .. قومٌ نيامٌ تَسلَّوا عنهُ بالحُلُمِ
فمبلغُ العلمِ فيهِ أنَّهُ بشرٌ .. وأنَّه خيرُ خلقِ اللهِ كلهمِ
فهو سيدُ ولدِ آدم، بل سيدُ الأكوان وصفوةُ العالَم، وهو عند مَن اصطفاه وأحبَّه، خيرٌ من الملائكة والعرش والكرسي والكعبة.
قال الإمام ابن عقيل الحنبليّ، في جوابٍ بيِّنٍ جليّ، لمن سأله عن الأفضلية، بين الكعبة المشرفة والحجرة النبوية: «إن أردتَ وهو صلى الله عليه وآله وسلم فيها، فلا والله! ولا العرشُ وحمَلتُه، ولا جنة عدن، ولا الأفلاك الدائرة؛ لأن بالحجرة جسدًا لو وُزِنَ بالكونين لرجح» ، وعلى هذا إجماعُ الأمة، كما نقله السادةُ الأئمة.
عطِّر اللهم روضَ المصـطفى .. بشذى الوصل صلاةً وسلاما
وعلى الآل الڪرام الشُرَفا .. واجعل المختارَ لي دومًا إماما
صـل يـــا ربِّ عليـــه ڪلما .. أومض البرقُ وما الغيثُ همَى
واملأ الأرواحَ بالنور ڪما .. أُنشِئَتْ مِن نُور طــــــه قِدَمـــا.

الأستاذ علي جمعة

مواضيع ذات صلة