دروس وعبر من فوز الأسطورة دجوكوفيتش بلقب أستراليا للتنس ودموعه في حضن والدته دون عقد

دروس وعبر من فوز الأسطورة دجوكوفيتش بلقب أستراليا للتنس ودموعه في حضن والدته دون عقد

29 جانفي، 18:30

تمكن اللاعب الكبير نوفاك دجوكوفيتش من إحراز لقب بطولة أستراليا المفتوحة للتنس وذلك بانتصاره اليوم على اللاعب اليوناني تسيتسيباس بثلاث مجموعات دون رد.. وبهذا اللقب الهام يلتحق دجوكوفيتش بنادال في صدارة عدد بطولات الغراند سلام ب22 لقبا وخلفهما المتألق فيديرر الذي هو ثالث ثلاثة في أساطير هذه اللعبة الجميلة…

دجوكوفيتش كان رُحّل واعتُقل في أستراليا الموسم الماضي بدعوى عدم تلقيحه ضد كورونا ومنعوه من اللعب بعد أن سمحوا له في البداية ثمّ حرموه من المشاركة بعد نقاشات ماراطونية انتهت بين أروقة المحاكم وقد ردّ الاعتبار لنفسه اليوم وكان متأثرا جدا بعد إحراز لقب البطولة بجدارة لأنه كان تحت ضغط رهيب. وقد عبّر عن ذلك المعلق المتألق عادل الشطي قائلا : “الذي حصل مع دجوكوفيتش ما هو قليل، وقد رأى ذلك شخصنة وعنادا من الكنفدارلية ولهذا هو يبكي وينوح كطفل صغير على صدر والدته وكأنه يبكي ما حدث له الموسم الماضي وقد كتب قصّة جميلة.” لاحظنا أيضا الروح الرياضية للمنافس تسيتسيباس عندما صرح أن اللاعب الصربي ساهم في تحسين مستوى اللعبة فرد عليه نوفاك إنّ مازال أمامه سنوات من اللعب أكثر منه بحكم عامل السّنّ وبإمكانه إنجاز الكثير. 

ولكن اللافت للانتباه أكثر هو قول دجوكوفيتش وهو يرفع الكأس العاشرة له في أستراليا : “هذه البطولة كانت الأصعب… لا تجعل أي شخص يسلب منك الحلم وعليكَ أن تجد الشخص الذي يحتضنك ويحتضن الأحلام التي تؤمن بها… شكرا لعائلتي ولطاقمي التدريبي على تحملكم لعيوبي ولنرفزتي.”هذه البطولة درس عظيم لنا في الإرادة والتحدي والعودة من بعيد.. دجوكوفيتش قوي الشخصية ولكنه محاط بأمه وبعائلته وكذلك تسيتيباس ونادال وفيدرر حيث تحضر الأم والأب والعمّ والزوجة والأبناء… علما أن دجوكوفيتش هنّأ أمه بعيد ميلادها في وقت سابق أمام الملايين خلف عدسات الكاميرا وفي الملعب وبكى في حضنها… ترى ماذا لو بكى لاعب عربي محتضنا أمه ؟ وماذا لو حضرت عائلته معه ونحن نذكر ما فعلوه مع أسامة الملّولي وأنس جابر على سبيل الذكر لا الحصر؟ وماذا لو كان له أبناء منذ العشرينيات من عمره وهو مازال “صغيرا” ؟ هل مازلنا نقول إن الكفّار دون عائلة ودون قيم وكل ذلك عندنا نحن ؟ أنساند الإنسان في محنته أم نتخلى عنه ونقلب الفيستة ؟ لهذا هم متفوّقون، هم يساندون الفاشل حتى ينجح ونحن نعرقل الناجح حتى يفشل… ومن لا يعترف بعيوبه ويبقى مصرّا أنه الأفضل رغم انحداره فلن يتقدّم.. أملنا في مستقبل أفضل لهذه الأمّة ولن يكون ذلك إلا بتغيير العقليّات البالية الظّالمة…

 سامي النيفر

مواضيع ذات صلة