دقلة النور مخبّأة في الظلام …

دقلة النور مخبّأة في الظلام …

6 فيفري، 13:32

منذ عشرات السنين ونحن نعيش مشكلا كبيرا يخص التمر، هذه الثمرة المباركة التي يوصي بها الأطباء وتوصي بها الأحاديث النبوية لا غنى لنا عنها في طعامنا فهي تمدّنا بالطاقة وتحتوي على المغنيزيوم والكالسيوم والحديد والفسفور نأكلها لوحدها أو مع البسيسة أو المسفوف أو الزبدة أو الشامية أو البسباس…

ويوصى بها في شقّان الفطر أو في السحور في شهر رمضان المعظّم كما في الوجبات العادية في سائر الأيام بل يوصى بها على الريق في فطور الصباح والتمر مفيد لفقر الدم وللجهاز الهضمي والعصبي ولصحة العظام ولمرضى السكري والقلب وضغط الدم كما أنه مضاد للالتهابات…

ولكنّ هذه الغلّة الشعبية والتي هي من صميم عاداتنا وتقاليدنا تماما مثل زيت الزيتونة أصبحنا نحلم بها فهي كالسراب في الصحراء تتراءى لنا في كل مكان وعندما نشتريها نجدها باهتة الطعم أو يابسة ومجعّدة وأقرب للبلح أحيانا والأسوأ من هذا كلّه الدود والحشرات التي بداخلها في عديد الأحيان والأسباب عديدة منها نقص في المداواة وعدم تغليف الدقلة بالناموسية التي يحتكرها البعض ويعاني الفلّاحون للحصول عليها بالإضافة إلى الجفاف والأمطار المفاجئة والتقاط الدقلة من الأرض بعد سقوطها والوسطاء والمحتكرين الذين يرفعون الأسعار بين الفلّاح والمشتري ويبيعون ثمرات الخيار الثاني على أنها من دقلة النور التي يقع تصديرها بأسعار قياسية ولا نتمتع بها أو احتكارها ورفع أسعارها ومع كل هذا فظروف نقل الدقلة سيئة بالإضافة إلى طريقة بيعها في السوق فهي معرّضة للأدخنة والأتربة والحرارة والرطوبة والحشرات ويقع رشها بالماء لتلميعها ظاهريا وذلك مضرّ بها

وهذه السنة لاحظنا انخفاضا في الأسعار وصل إلى الثلث تقريبا ولكن كما يقول المثل “اللي يعجبك رخصه لوّح شطره” فيجب العناية بمشاكل الفلّاحين حتى يتمّ جني الدقلة في ظروف طيبة مع محاربة الوسطاء ومراقبة الباعة وقد آن الأوان لتغيير العقليات إذا أردنا تمرا جيدا إذ يجب تعليبه منذ قطفه ووضع هذه الصناديق الموزونة في الثلاجة في اليوم نفسه وقد نجحت بعض التجارب المماثلة في قبلّي مثلا ونرجو تعميمها تحت مراقبة الدولة وهكذا لا يحرم التونسي من خيرات بلاده ويربح الفلّاح والمشتري والدولة ونقطع ألاعيب الوسطاء والمحتكرين الذين لا يدفعون الضرائب كما يجب تحقيق الاكتفاء الذاتي قبل أن نفكّر بالتصدير.

سامي النيفر

مواضيع ذات صلة