دكتاتور جديد: في ثوب متسابق للدراجات النارية وفارس للخيول العربية

دكتاتور جديد: في ثوب متسابق للدراجات النارية وفارس للخيول العربية

15 جوان، 21:02

يعيش الشخص الديكتاتور أوهام العظمة والقيادة والحكمة، حيث يري نفسه أنه أب الجميع الذي يعمل على مصلحتهم. يصدق  ما يصفه الأتباع من نفاق، ويبرر له كلّ أفعاله.يقمع ويتسلط فلا يجرؤ أحد على مصارحته بما يحدث حوله. قبل الوصول للحكم عادة ما يلعب دور الضحية ويقتات من أخطاء الاخرين. هذا الوصف الدقيق للدكتاتور تعيشه بل تتقنه النائبة عبير موسى ، والتي  تبحث بكل السبل عن هذا الدور، ولو لم تجد مشكلة لا وجدتها لنفسها لتحصل على دور الضحية. تعيش هذا الدور بإتقان وتفان حتى يصل بها الأمر أن تصدق نفسها، بل وتنخدع بما خدعت به ناخبيها ونوابها. تحاول بكل السبل لفت الانتباه، وشد الأنظار إليها، بالطبل والمزمار أو حتى مكبرات الصوت. بلباس الفرسان أو ارتداء خوذة متسابقي الدراجات النارية. المهم أن يتعاطف معها الآخرين. تدعي أنها تتعرض للهرسلة وتتناسي انها عطلت البرلمان في أكثر من مناسبة، تتهم الجميع انهم فاشلون، والحال أن الشعب قام بثورة ضد النظام الذي كانت تنتسب إليه. عبير موسي عرابة الديكتاتورية في عهد بن علي، أكبر مستفيد من فشل الحكومات المتعاقبة. وبقليل من الشعبوية المقيتة التي تعلمتها من الشعب الدستورية وبدعم خارجي بعضه خفي والأخر معلن إستطاعت أن تكسب شعبية، جعلت منها تتصدر نوايا التصويت حسب مؤسسات سبر الآراء.  هذا النجاح النسبي والآني لرئيسة الدستوري الحر ، ماكان ليحدث لو نجحت الحكومات المتعاقبة بعد الثورة. هذا التقدم الذي تحققه موسي، جعل البلاد عرضة للأطماع الخارجية التي تمقت الديمقراطية وترفض الثورات، خوفا من عدوى الحرية، لتجعل من الأمينة المساعدة سابقا للتجمع المنحل الآداة والوسيلة لبث سمومها وترذيل العملية السياسية وبث الفوضي وتعطيل اشغال البرلمان. ولباسها لخوذة الفروسية لها اكثر من دلالة ،فالسيدة عبير استحضرت نرجسية وتضخم ذات  ابو الطيب المتنبي وهو يقول “الخيل والليل والبيداء تعرفني والرمح والقرطاس والقلم …”. والحال أن الشعب الدستورية والتقارير اليومية تعرفها حق المعرفة. وتركها خوذة الدرجات النارية ربما لعطب أصاب أحد المحركات وعدم لحاقها بركب الديكتاتورية فحاولت الركوب على فرس ستسقط معه كل محاولاتها لتصبح دكتاتورة القرن الواحد والعشرون.

أسامة بن رقيقة

مواضيع ذات صلة