رئيس ديوان محمد الغنوشي وقايد السبسي : هكذا كانت تونس في 2010 وهكذا أصبحت اليوم

رئيس ديوان محمد الغنوشي وقايد السبسي : هكذا كانت تونس في 2010 وهكذا أصبحت اليوم

17 أكتوبر، 21:42

علق الدكتور في علوم السياسة والاتصال الطيب اليوسفي على الترقيم السبادي الجديد لتونس بما يلي مع الاشارة بانه كان على راس ديوان كل من محمد الغنوشي والراحل الباجي قايد السبسي والحبيب الصيد : يقتلون القتيل ويمشون في جنازته العديد من الذين يتباكون وينوحون ويولولون اليوم على تردي الترقيم السيادي لتونس هم المسؤولون عن عشرية الخراب والدمار المالي والاقتصادي والتدهور الاجتماعي .

سنة 2010 كانت تونس على قاب قوسين او ادنى من الارتقاء الى اعلى درجة في الترقيم السيادي اي درجة Aسنة 2010 كانت نسبة المديونية الخارجية تناهز 38 بالمائة من الناتج المحلي الاجمالي سنة 2010 كانت تونس تحتل المرتية 32 من ضمن180بلدا في مجال التنافسية حسب تقييم منتدى دافوسسنة 2010 كان عجز الميزانية في حدود 3 بالمائة من الناتج وكانت نسبة التضخم لا تتجاوز 3 بالمائة سنة 2010 كان مودعا بالبنك المركزي مبلغ 3000 مليون دينار في اطار صندوق الاجيال القادمة وهو قسط من التفويت في جزء من راسمال اتصالات تونس سنة 2010 كان مودعا بالخزينة العامة للدولة مبلغ ما يناهز 5000 مليون دينار في إطار تمويل المخطط التنموي 2010/ 2014 الذي طبعا لم ينفذ بعد 14 جانفي 2011…

وكان المؤمل والمرجو بعد 14 جانفي 2011 مزيد تحسين المؤشرات والارقام والانجازات في ضوء الوعود والتطلعات بخصوص الديمقراطية والحوكمة الرشيدة والشفافية ومقاومة الفساد وبعد عشر سنوات نقف على هول الحصيلة حيث تم مراجعة الترقيم السيادي عشر مرات من سيء الى أسوء الى ان وصلنا الى الترقيم الكارثي الحالي

بعد عشر سنوات ناهز الدين الخارجي مائة بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي ووصل عجز الميزانية حدود 14 بالمائة من الناتج وبلغ التضخم ما يقارب7 بالمائة اضف الى ذلك تدني الادخار من 23 بالمائة الى ما دون 6بالمائة وتقلص الاستثمار الى ادنى نسبة منذ 1962 تاريخ بداية التخطيط في تونس .

اما عن الوضع الاجتماعي فان المؤشرات الحالية مفزعة ومرعبة من حيث استشراء الفقر والبؤس والخصاصة وتدهور الظروف المعيشية وتدهور الوضغ البيئي ونوعية الحياة ما سبق ذكره وغيره يؤكد حجم وهول الخراب والدمار المالي والاقتصادي والاجتماعي الشامل في ظل حكم الهواة ومنطق الغنيمة وسوء التدبير والتقدير والحوكمة وتفشي الفساد والمحسوبية واهدار المال العام والتخبط والايادي المرتعشة والحسابات السياسوية والهوس بالسلطة هذا هو الواقع وتلك هي حصيلة العشر العجاف واليوم لم يعد هنالك مجال او هامش للتمادي في الاخطاء والخطايا ولمنطق الشعارات الهلامية واللغة الخشبية والعنتريات بل لا مناص من المصارحة والمكاشفة وتقاسم التضحيات واستغلال كل الامكانيات والطاقات المتاحة للاستثمار وخلق الثروة وشد عصا الترحال على اعلى المستويات لتدعيم التعاون مع البلدان الشقيقة والصديقة والمؤسسات الدولية ولا معنى للسيادة وحرية القرار الوطني في ظل تدهور الموازنات المالية والاقتصادية والوضع الاجتماعي المتردي والبائس انها لحظة فارقة فاما الانقاذ واما السقوط الذي لا قيام بعده اما البكائون والمتباكون ورموز الخيبة ووجوه الفشل فلينسحبوا دون رجعة وليتحمل كل واحد وكل طرف مسؤلية افعاله وحصيلة اعماله.

عن جريدة المجهر

مواضيع ذات صلة