صفاقس ما عندها والى.. . بقلم أحمد الحباسى كاتب و ناشط سياسي

صفاقس ما عندها والى.. . بقلم أحمد الحباسى كاتب و ناشط سياسي

17 نوفمبر، 18:30

عجيب ، غريب ، ما يحدث في  مدينة صفاقس ، في ولاية صفاقس ،  صفاقس تحولت بفعل فاعل إلى مساحة للمد  الجزر  اللفظي و القيل و القال و كثرة السؤال  و بعد أن كانت مضرب الأمثال  كمدينة للعمل و النجاح باتت مدينة تبحث عن مصب فضلات  و بات  موضوع رفع الفضلات موضوع أمن قومى و تجاذبات و انفعالات و مظاهرات . من هى الأشباح التي تقف وراء ما حدث و يحدث فى مدينة صفاقس و ما هي الأهداف و الخلفيات و  الاحتمالات و الفرضيات  و من يريد لصفاقس أن تصبح مدينة منكوبة بعد أن كانت لعشرات السنين مدينة كل النجاحات الاقتصادية و الاستثمارية و طبعا السياسية ؟ أين اختفى رجال صفاقس و نخبتها و كل من كانت لهم كلمة تسمع و لا ترد ؟  لصالح من يتم إذكاء نار الفوضى الشعبية  و كيف وصلت الحالة إلى حالة بلا حل ؟ .

عديدة هي الاتهامات و التصريحات و التشنجات و  الادعاءات لكن من الثابت أن صفاقس تئن و تتنهد و تقف عاجزة عن إيجاد مخرج لموضوع نقل النفايات و غير النفايات و أكيد أن افتعال الأزمات تقف وراءها أطراف مستفيدة و واضح أن هناك نار تحت الهشيم و هناك نوايا خبيثة  لن تهدأ قبل أن تشعل فتيل حرب أهلية  تخرج منها صفاقس متضررة و جريحة  ، لكن لساءل أن يتساءل أين السلطة و من يمثل السلطة فى مدينة و ولاية صفاقس  و لماذا صفاقس ” ما عندها والى ” على رأى الفنانة المرحومة السيدة نعمة  و لماذا  نلاحظ كل هذا العجز فى معالجة موضوع رفع النفايات و لماذا تخلت بلدية صفاقس عن دورها في الموضوع و هل حقيقة ما يشاع من كون البلدية هي المشكلة  بعد أن كان من المفروض أن تكون هي الحل  و من دفع بالأمور إلى حافة الهاوية و أين الإستراتيجية و أين لجان التفكير و الدراسات ؟

صفاقس ” ما عندها والى ” ، هذا ليس من باب التعبير المجازى أو التوصيف المبالغ فيه  لكن هذه هي الحقيقة المرة التي يخشى البعض الإصداع بها فى العلن .  اليوم صفاقس لا تجد فيها من كبار المسؤولين الذين يدافعون عنها و يضربون على الطاولة و يقتلعون الحل المطلوب ، اليوم صفاقس ما عندها والى و لذلك تلاعبت بمشاكلها الحقيقية و المصطنعة بعض الأيادي المتآمرة الخفية  و سيتعفن الوضع بمرور الوقت  إذا ما لم تسارع سلطة 25 جويلية بتعيين وال كفء مع تمكينه من ” شيك ” على بياض ليتولى الإسراع بإيجاد حل  مسؤول  و مناسب لهذه المعضلة البيئية الكبرى  .   إن موضوع النفايات معقد و يحتاج الى فطنة و دراية و تخطيط و إرادة تنفيذ  و مشكلة النفايات مشكلة  كونية لكن السلطة ، أية سلطة ،  لا يمكنها أن تبسط سلطانها و هيبتها دون أن تتحمل مسؤوليتها في  إيجاد حلّ  مناسب لموضوع النفايات  و لعل بداية البحث عن حل تبدأ بتعيين وال على صفاقس اللي ما عندها والى .

مواضيع ذات صلة