صفاقس ما عندها والى.. . بقلم أحمد الحباسى كاتب و ناشط سياسي
عجيب ، غريب ، ما يحدث في مدينة صفاقس ، في ولاية صفاقس ، صفاقس تحولت بفعل فاعل إلى مساحة للمد الجزر اللفظي و القيل و القال و كثرة السؤال و بعد أن كانت مضرب الأمثال كمدينة للعمل و النجاح باتت مدينة تبحث عن مصب فضلات و بات موضوع رفع الفضلات موضوع أمن قومى و تجاذبات و انفعالات و مظاهرات . من هى الأشباح التي تقف وراء ما حدث و يحدث فى مدينة صفاقس و ما هي الأهداف و الخلفيات و الاحتمالات و الفرضيات و من يريد لصفاقس أن تصبح مدينة منكوبة بعد أن كانت لعشرات السنين مدينة كل النجاحات الاقتصادية و الاستثمارية و طبعا السياسية ؟ أين اختفى رجال صفاقس و نخبتها و كل من كانت لهم كلمة تسمع و لا ترد ؟ لصالح من يتم إذكاء نار الفوضى الشعبية و كيف وصلت الحالة إلى حالة بلا حل ؟ .
عديدة هي الاتهامات و التصريحات و التشنجات و الادعاءات لكن من الثابت أن صفاقس تئن و تتنهد و تقف عاجزة عن إيجاد مخرج لموضوع نقل النفايات و غير النفايات و أكيد أن افتعال الأزمات تقف وراءها أطراف مستفيدة و واضح أن هناك نار تحت الهشيم و هناك نوايا خبيثة لن تهدأ قبل أن تشعل فتيل حرب أهلية تخرج منها صفاقس متضررة و جريحة ، لكن لساءل أن يتساءل أين السلطة و من يمثل السلطة فى مدينة و ولاية صفاقس و لماذا صفاقس ” ما عندها والى ” على رأى الفنانة المرحومة السيدة نعمة و لماذا نلاحظ كل هذا العجز فى معالجة موضوع رفع النفايات و لماذا تخلت بلدية صفاقس عن دورها في الموضوع و هل حقيقة ما يشاع من كون البلدية هي المشكلة بعد أن كان من المفروض أن تكون هي الحل و من دفع بالأمور إلى حافة الهاوية و أين الإستراتيجية و أين لجان التفكير و الدراسات ؟
صفاقس ” ما عندها والى ” ، هذا ليس من باب التعبير المجازى أو التوصيف المبالغ فيه لكن هذه هي الحقيقة المرة التي يخشى البعض الإصداع بها فى العلن . اليوم صفاقس لا تجد فيها من كبار المسؤولين الذين يدافعون عنها و يضربون على الطاولة و يقتلعون الحل المطلوب ، اليوم صفاقس ما عندها والى و لذلك تلاعبت بمشاكلها الحقيقية و المصطنعة بعض الأيادي المتآمرة الخفية و سيتعفن الوضع بمرور الوقت إذا ما لم تسارع سلطة 25 جويلية بتعيين وال كفء مع تمكينه من ” شيك ” على بياض ليتولى الإسراع بإيجاد حل مسؤول و مناسب لهذه المعضلة البيئية الكبرى . إن موضوع النفايات معقد و يحتاج الى فطنة و دراية و تخطيط و إرادة تنفيذ و مشكلة النفايات مشكلة كونية لكن السلطة ، أية سلطة ، لا يمكنها أن تبسط سلطانها و هيبتها دون أن تتحمل مسؤوليتها في إيجاد حلّ مناسب لموضوع النفايات و لعل بداية البحث عن حل تبدأ بتعيين وال على صفاقس اللي ما عندها والى .