عكس دول العالم: تنقصنا ثقافة الاستقالة. أسامة بن رقيقة

عكس دول العالم: تنقصنا ثقافة الاستقالة. أسامة بن رقيقة

15 جوان، 18:30

وزير الداخلية الياباني استقال لانه استخدم بطاقة مجانية لركوب القطار وفي كوريا الجنوبية قدم المدعي العام فيها استقالته بسبب شبهة تلاحق أحد أقاربه .وزير بريطاني يقدم إستقالته أيضا  بعد إلتحاقة متأخرا بخمس دقائق ،وزير في السويد استقال بسبب علبة شوكولاطة، وزير الخارجية الهولندي هو الأخر إستقال بعد خطأ بسيط ، مسؤول  أخر فعل  نفس الشيء بسبب مخالفة سير والقائمة تطول. ولكن… المسؤولون في تونس لا يهمهم ولو ذهب كل الشعب إلى الجحيم، وكم هي المآسي التى مرت بها البلاد من كوارث وعملبات إرهابية وبقي هؤلاء جاثمون على قلوبنا وكأن شيءً لم يكن. ولا نسمع سوى العبارات المعتادة من قبيل “”فتح تحقيق”” “”البحث جارى”” “”لجنة مستقلة””… وهي في الحقيقة مسكنات لإلهاء الرأي العام الغاضب… وكان من الأجدر أن يستقيل كل مسؤول  شعر بأنه قصر ولم يقم بواجبه على الوجه الأكمل ويكون بذلك قد غادر من الباب الكبير ويصبح الإعتراف بالذنب ثقافة جديدة. فما حدث في السيجومي  كاف لاستقالة حكومة بأكملها. وما فعله ويفعله بعض النواب من فساد وتحرش كاف لاستقالة عدد كبير منهم واسقاط كتل نيابية باكملها.ولكن لم ولن يحدث مادام التمسك بالكرسي ثقافة ورثناها منذ الأزل. فالمسؤول في تونس اما ان يقال او تسحب منه الثقة أو يفارق الحياة بعمر طويل جدا.والحال أن ثقافة الاستقالة هي من مظاهر المجتمع المدني المتحضر ، وممارسة صحية تهدف إلي تغليب المصلحة العامة على المصلحة الشخصية.. ولكن في تونس فإن ثقافة الاستقالة محصورة إلى حد ما في الحقل الرياضي، أما أصحاب المعالي والفخامة فينطلق عليهم قول  أبي فراس الحمداني . “ونحن أناس لا تَوسط بيننا… لنا الصدر لدون العالمين أو القبر”. 

مواضيع ذات صلة