على حكومة السيد المشيشي الاستقالة…الازهر التونسي

كمتابع للوضع العام الذي تميز بتفاقم جائحة كوفيد و ما ترتب عنها من أزمة اقتصادية غير مسبوقة و عجز الحكومة من التوقي منها أولا ثم فشلها الصارخ في إيجاد حلول لهذه الأزمة التي تزامنت مع عجز ميزانية الدولة و إدراك الدين العام مستويات غير مسبوقة و خطيرة جدا و تفاقم البطالة و يضاف لهذا اشتعال الجهات للمطالبة بالتنمية بعد اتفاق الكامور المشؤوم و لو استمر الوضع هكذا فقد يؤدي إلى حرب أهلية تأتي على الأخضر و اليابس فما يعبر عنه اليوم بالنضال هو في واقع الأمر موجه ضد الدولة التونسية ويهدد وحدتها و سلامة ترابها و يمكن أن نصفه بأبشع النعوت التي أتحفظ عن ذكرها احتراما لمن غرر بهم لإدخالهم في هذه المحرقة إن الاحتجاج مشروع و لكن له خطوط حمراء لا يمكن غض الطرف عنها فلا يمكن إغلاق المرافق الحيوية كمواقع الإنتاج و لا يمكن كذلك حرمان المواطن العادي من الوقود و الغاز و ربما الماء الصالح للشراب بدعوى المطالبة بالتشغيل و التنمية فلا تنمية في ظل الفوضى و عربدة العصابات و قطاع الطرق .لقد بشرنا السيد رئيس الحكومة بمقاربة جديدة لتنمية الجهات و اعتبر أن ما حصل في الكامور نموذجا وها نحن اليوم نلمس باكورة هذه المقاربة و التي أدت إلى اشتعال الجهات و الله عليم كيف سيتم إطفاء هذا الحريق الهائل الذي يؤدي حتما إلى مزيد من التفقير و التخلف .بعد حوالي ثلاثة أشهر من تولي هذه الحكومة مقاليد السلطة بان فشلها و عجزها عن بسط سلطان الدولة على مجالها الترابي و عدم توفيقها في إيجاد الحلول لأزمة تستفحل يوما بعد لذلك أدعو رئيس الحكومة لتقديم استقالة حكومته و تشكيل حكومة وحدة وطنية مهمتها الأساسية إنقاذ البلاد و منح هذه الحكومة صلاحيات واسعة لمعالجة الوضع الرديء أرجو أن نفهم ذلك فقد يتسع الخرق على الراقع. ملاحظة أخيرة رفض مشروع الميزانية التكميلي في اللجان أو في الجلسة العامة للبرلمان هو موجب لاستقالة الحكومة في الدول الديمقراطية العريقة