قناة التاسعة، كشف حساب… بقلم أحمد الحباسي كاتب وناشط سياسي

قناة التاسعة، كشف حساب… بقلم أحمد الحباسي كاتب وناشط سياسي

28 ماي، 14:32

يعتبر برنامج “موعد التاسعة ” RDV 9 الذي تديره المنشطة ملاك البكاري البرنامج الوحيد الذي استحوذ على اهتمام المتابعين في فترة ما ولئن استمر إلى حدّ الآن و بكثير من التعثر المهني نظرا لعدم سيطرة هذه المنشطة الفاقدة للحنكة على نزوات وتنطع رفاقها من المحللين دون استثناء ودخولهم في معارك تصفية حسابات ضد ضيوفهم وما نتج عن ذلك من تفوههم بالسب والشتم والثلب والاتهام بالتخوين نحو محاوريهم في مشهد تلوث سمعي بصري هابط جدا فانه من الواضح الآن أن هذا البرنامج قد سقط في المحظور وتعرّت أجندته السياسية و”خطه التحريري” المشبوه وباتت القناة مجرد محل تباع فيه المهنية الإعلامية كما تباع فيه تلك المواعين المضروبة والمقلدة التي يتفنن بعضهم في هذه القناة الآيلة للسقوط في الإعلان عنها وإغراء المتابعين بشرائها ليتبين لهم أنهم تعرضوا للغش نتيجة غبائهم ووقوعهم في فخ البيع المغشوش.

ما حصل ليلة أمس من سب وتلفظ بألفاظ جارحة وتبادل اتهامات وعبارات تخوين بين المحلل رياض جراد وأحد قيادات حركة النهضة لا يمكن السكوت عليه أولا لان هذا “المحلل” يحتاج إلى دروس مكثفة في الأدب واللياقة وفن الحوار واحترام المشاهد وغني عن البيان أن الرجل قد تم استحضاره في هذه القناة والزج به في أتون معركة الدفاع عما لا يخجل بتوصيفه بمشروع الرئيس قيس سعيد مع الرئيس نفسه الذي لم يسبق له تبني أي مشروع وما كان حال البلاد يصل إلى هذا الدرك الأسفل على كل المستويات لو كان له مشروع أو رؤية أو مجرد التزام بنتيجة. ثانيا لان الهايكا بجلالة قدرها قد ظلت صامتة أو أنها خضعت للصمت إزاء ما يقترفه السيد رياض جراد من جرائم لفظية مسيئة للأخلاق في كل إطلالة من إطلالاته باعتباره محسوبا على القصر الرئاسي كما يتفوه البعض. ثالثا لأنه ورغم كل الاتهامات والتساؤلات والشبهات التي أطلقها الكثيرون حول مصادر تمويل القناة ومن يدبر خطها التحريري فان أجهزة الرقابة الحكومية تتغاضى عن الأمر مما فتح الباب على مصراعيه لاتهام القناة بكونها تخدم أجندات من يدفع أكثر وأنها قد تحولت إلى دكان إعلام يبيع سلعة مغشوشة ملوثة بالمال السياسي القذر.

لا يعتقد أحد أن القناة “تعيش” فقط من بيع الصحون والطناجر فقط ولا غير ولا يمكن القبول بأنه لا أحد يقف وراء الخط التحريري المشبوه لبرنامج “موعد التاسعة ” فما يحدث وما نتابعه أغلب أيام الأسبوع يبعث على الريبة خاصة بعد أن تحول البرنامج إلى حلبة تصفية حسابات بين معارضي السيد الرئيس ومناصريه وخرجت الأمور على السيطرة بما يهدد بأن يصبح البرنامج سببا في مزيد تعميق هوة الانقسام بين أفراد الشعب وتمكين ساكن القصر الرئاسي من منصة صواريخ موجهة إلى صدور كل الذين لم يؤمنوا بما يسمى بانقلاب 25 جويلية 2021 ولعل الانفلات المتصاعد لخطاب المحلل رياض جراد هو تعبير عن ارتباك صريح يعيشه الرئيس نفسه ولا يجد مناصروه كيفية التعامل معه أو تسويقه أو تلميعه. بطبيعة الحال لا أحد يقدر على وضع حدّ لهذه المهزلة أو إيقاف البرنامج المسيء للمهنية الإعلامية وللذوق العام ولا يمكن أن ننتظر أن تتدخل الجهات الرقابية المالية أو القضائية لفتح ملف هذه القناة التي أشار الكثيرون ومن بينهم الوزير السابق محمد عبّو إلى شبهات فساد مصادر تمويلها لان اللعبة أكبر من الجميع وما خفي كان أعظم.

مواضيع ذات صلة