قيس  سعيّد لديه  حرص شديد على استدعاء  الرموز التاريخية …الازهر  التونسي

قيس سعيّد لديه حرص شديد على استدعاء الرموز التاريخية …الازهر التونسي

19 فيفري، 21:05

منذ تولي السيد قيس سعيد رئاسة الجمهورية لاحظت لديه حرص شديد و رغبة جامحة في استدعاء رموز تاريخية تعود جلها للعهد الوسيط من ذلك مثلا استشهاده بقولة تنسب لعمر بن الخطاب و ذلك يوم 22 جويلية 2020 لما استقبل وزير أملاك الدولة و الشؤون العقارية آنذاك السيد غازي الشواشي و في تعليق له عن اختفاء محضر بحث حول حادث سيارة وزير النقل من إحدى المحاكم الابتدائية و هذه القولة هي التالية :” لو عثرت بغلة في طريق العراق لسألني الله عنها لم لم تصلح لها الطريق” في نفس السياق ينسب حديث آخر لعمر : “لو أن جملا أو شاة أو حمارا هلك بشط العراق لخشيت أن يسألني الله عنه” و في نفس الإطار و لدى استقباله للسيد نور الدين الطبوبي الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل يوم 3 فيفري 2021 استحضر رئيس الدولة جملة من رسالة الغفران للمعري :” ست إن أعياك أمري فاحمليني زقفونة.” و من مظاهر استدعاء الرموز التاريخية صورة أساءت لتونس وهي صورة الرئيس الذي يحرر رسالة بخط اليد باستعمال الريشة و المحبرة و الجفاف و تكليف ساع لإيصالها لرئيس الحكومة و كانت هذه الصورة تدير ظهرها لتطور هام على مدى قرون باختراع الطباعة ثم الإعلامية ثم التراسل الالكتروني فيتعين تذكير الساهرين على شؤون الدولة بأننا نعيش أزمة غير مسبوقة في مستوى المالية العمومية فقد صرح محافظ البنك المركزي في بداية الشهر الحالي بأن رصيد الدولة في الخزينة العامة يكفي لمدة 17 يوما فقط يضاف لهذا الوباء المستشري في البلاد و ما رافقه من سياسة اللامبالاة و التي امتدت للتلقيح ضد الوباء في كل يوم نستمع لتاريخ يحدد وصول أولى الجرعات لكنها لا تأتي بما يعكس حالة القصور و العجز التي أصبحت عليها السلط العمومية و يضاف لهذا الأزمة الاقتصادية غير المسبوقة وهي في رأيي ليست أزمة ظرفية مرتبطة بالكوفيد بل هي أزمة هيكلية متواصلة منذ أكثر من 10 سنوات و في خضم كل هذا أصبحنا في كل يوم نستيقظ على غريبة مزلزلة جديدة آخرها العقلة على تونس الجوية لذلك أرى من الضروري توجيه نداء للقائمين على الشأن العام فهذه النزاعات بين رأسي السلطة التنفيذية طالت أكثر من اللزوم و التي أصفها كما وصفها لسان الدين ابن الخطيب في كتابه الإعلام هي من باب النزهات و لعب الصبيان و البنات و هناك سبيل آخر أفضل من التراسل و الصور الرمزية التي لا تفيد لحل أزمة التحوير الوزاري وهو الجلوس رأسي السلطة التنفيذية للبحث عن مخرج يحفظ ماء وجه الطرفين بعيدا عن الصور الرمزية و الجعجعة اللفظية فمصلحة تونس فوق كل الاعتبارات مهما كانت و يكفي من استدعاء التاريخ و رموزه فأفضل العصور هو العصر الذي أعيش فيه و العصر القادم هو أفضل من عصري.

مواضيع ذات صلة