كتاب الفاشوش في حكم قراقوش…يصوّر  واقعنا …الازهر التونسي

كتاب الفاشوش في حكم قراقوش…يصوّر واقعنا …الازهر التونسي

17 فيفري، 21:09

بهاء الدين قراقوش بين الإشادة و التشهير بهاء الدين قراقوش الأسدي هو أحد الوزراء و القادة العسكريين الذين خدموا الدولة الأيوبية في بدايتها توفي سنة 597هجري /1200 ميلادي و يتحدث عنه عماد الدين الأصفهاني المتوفى سنة 597هجري 1201 ميلادي فيقول : “…و فيها (597هجري)توفي الأمير بهاء الدين قراقوش وهو من قدماء الكرماء و شيوخ الدولة الكبراء …و له في الفتوحات و الغزوات مواقف معروفة و مقامات موصوفة وهو الذي احتاط على القصر حين استتبت على متوليه أسباب النصر …ذلك أنه لما خطب لبني العباس بالديار المصرية تسلم القصر بما فيه و استظهر على أقارب العاضد ( آخر الخلفاء الفاطميين توفي سنة 567 هجري 1171 ميلادي) و بنيه و تولى عمارة الأسوار المحيطة بمصر و القاهرة …”و هذه الإشادة بدور بهاء الدين نجد حولها إجماعا شبه كلي من المعاصرين له سواء من المسلمين أو من أعدائهم من الصليبيين و يشذ عن ذلك موقف الوزير المصري القبطي وهو ابن مماتي المتوفى سنة 606هجري 1209 ميلادي حيث كتب كتاب سماه الفاشوش في حكم قراقوش و يصور هذا الكتاب بهاء الدين في صورة المغفل و الأحمق و الظالم و سوف لن أدخل في تفسير هذه العلاقة العدائية بين الرجلين لأني بعد بحث في الموضوع لم أجد سببا مقنعا لذلك و لكن كان لكتاب الفاشوش تأثير أقوى و أرسخ من بقية الكتابات إذ غابت لدى أغلب الناس الصورة المشرقة لبهاء الدين و حضر لديهم الكاريكاتور المضحك له انطلاقا من الكتاب ابن مماتي و مما ورد في الكتاب المشار إليه اقتبس قصتين نظرا لعلاقتها بمثال شعبي تونسي و أخرى بنادرة تروى عن جحا :*يتداول اليوم مثال شعبي لا حد على راسو ريشةيحكى أنه سرقت عملة في زمن قراقوش فقال لصاحب العملة:”الحارة بتاعكم لها باب؟”فقالوا له نعم فقال :” اذهبوا ايتوني به” ففعلوا و احظروا إليه الباب فقال :” مدوه”فقالوا :” هذا خشب لا يعقل ” فقال:” افعلوا ما أمرتكم به “فمدوه و ضربوه و نزل إليه قراقوش و وضع أذنه بجانبه و جعل يوشوش فلما فرغ قال لهم:” اجمعوا لي باقي أهل الحارة و الدرب”فلما حضروا قال لهم: ” الباب يخبرني أن من سرق العملة على رأسه ريشة و كان سارق العملة واقفا بجملة الناس فتوهم و رفع يده إلى رأسه فرآه قراقوش فأمر به و قرر بالضرب فأقر و أحضر العملة و دفعها إلى أصحابها. رغم الفارق في سياق المثال و حكاية قراقوش فإن الصورة تتشابه تماما*أما النادرة فيروى أن لجحا برنوسا وقع أرضا فقال الحمد لله مانيش في وسطو و نجد في كتاب الفاشوش قصة مطابقة تماما لذلك وهي التالية ( حكي عن قراقوش أنه نشر قميصه فوقع القميص من الحبل فلما بلغه ذلك تصدق بألف درهم فقال :” لو كنت لابسا هذا القميص وقت وقوعه لانكسرت.”)كتاب الفاشوش في حكم قراقوش يفيدنا بأن ننظر لكل ما كتب بعين نقدية

مواضيع ذات صلة