لاأحد فوق النقد:… بإستثناء وديع الجريء. أسامة بن رقيقة

لاأحد فوق النقد:… بإستثناء وديع الجريء. أسامة بن رقيقة

16 سبتمبر، 18:30

يقال بأن المتملقين هم صناع المستبدين. حتى أن برنار شو في مسرحية الإنسان والسوبرمان وصفهم على لسان أحد الشخصيات بأنهم ” يحفظون آراء ويكررونها  ،  لا يمتازون بآية أخلاق… وإنما هم يسايرون التقاليد الشائعة…” هؤلاء هم المتملقون الذين كنا نخالهم فقط في الحقل السياسي أين السلطة والجاه… ولكن، تجاوزو حدود السياسة وإكتسحوا المجال الرياضي وجعلوا من رئيس الجامعة دكتاتورا، بعد أن أفحموه بسيل من رسائل الشكر والمديح، وجعلوا منه حامى الرياضة والرياضيين،ويبالغون في مدحه بمبالغات تنوء بحملها الجبال.  وهو ما جعل رئيس الجامعة يرد لهم الصاع صاعين ويمنحهم إمتيازات لا يحلمون بها. ومن لم يدخل بيت الطاعة سيسلط عليه الجرئ أعوانه مثلما يحصل مع فريق هلال الشابة الذي تسلط عليه العقوبة تلو الأخرى، من الخطايا المالية إلى تجميد النشاط، وتلك البيانات الركيكة التي تصدر بين الفينة والأخرى من أكبر هيكل رياضي في البلاد.  بينما تصريحات الموالين فيتغافل عليها رئيس الجامعة بل ويتجاهلها.وحتى العقوبة التي صدرت ضد رئيس النادي البنزرتي لم تكن سوى مسرحية سيئة الإخراج، لأن رئيس الجامعة يعلم أن السيد عبد السلام السعيداني متعلقة به قضايا بالسجن، ولن يعود لأرض الوطن في الوقت الراهن، والعقوبة لن تغير شيئا. تلك هي الرياضة في تونس اليوم، إبن المنظومة أم ضد الجامعة؟  فرئيس الجامعة التونسية لكرة القدم يرفض أي إنتقاد لذاته “المقدسة” بل يريد مدحا حتى على كيفية إرتكابه للأخطاء.  وفي حضرة السيد وديع ينتفى النقد، ولا يرضى حتى بذكر إسمه إن لم يتبعه ذلك عبارات الثناء والمديح وإن كانت من باب التصنع والجاملة. وكأننا برئيس الجامعة لا يعلم أننا نعيش الحرية والديمقراطية ولم يسلم أحد من النقد حتى رئيس الجمهورية، وفي تونس الثورة لا توجد محرمات أو خطوط حمراء، لاشيء ثابت أو مسلم به، كل شيء خاضع للنقد والتعبير. وعلى كل مسؤول أن لا  يخشى النقد، بل يتقبله بصدر رحب، وليكن له حافزا على إكتشاف مواطن الخلل.سيدى الرئيس “الوديع” لا تكن رهينة للمتملقين الذين يرفعون شعار عاش الملك عاش وديع حامي الرياضة والرياضيين، الذين  يحملون عقلية الطاعة العمياء ويشبهونك بشيخ القبيلة، وبعقلية الشيوخ الذين يغيرون القوانين حتى تبقى في مقامك الرفيع وحتى تستمر في منصك إلى أن يخلف الله الأرض ومن عليها، في مشهد شبيه بشيوخ المعتزلة وهم يزينون للخليفة العباسي المأمون أفكاره الخاطئة. بل إستمع للأغلبية الصامتة الذين يتوقون للحرية داخل الهياكل الرياضية، إستمع إليهم، وتقبل مايقولونه. لا تكن فضا غليظ القلب معهم، وجادلهم القول، وقارعهم بالحجة والبرهان، لا بالعقوبات، و”رحم الله امرءا أهدى إلى عيوبي” وتذكر قولة عمر ابن الخطاب “قوموني ولو بحد السيف”، ولا تعامل الجمعيات الرياضية المنضوية تحت لواء الجامعة كالقطيع يرفعون فقط الأوراق الخضراء، بل إستمع لأصحاب الأوراق الحمراء على قلتهم.

مواضيع ذات صلة