لماذا فشلت هذه الحكومة في حل مشكل مصب عقارب؟ فتحي الجموسي

لا يختلف إثنان في مشروعية مطالب أهالي عقارب في غلق مصب الڨنة الذي تحول من مصب مراقب إلى مصب عشوائي سبب كوارث بيئية وصحية لسكان هته المدينة.

ولا يختلف إثنان في كون مشكل القمامة في صفاقس أصبح يهدد بكارثة صحية وأن شبح الكوليرا لم يعد يسمح بالكثير من الوقت لإيجاد حلول عاجلة ولو مؤقتة غير فتح كل المصبات القديمة بمن فيها مصب القنة ولو لاسابيع أو أشهر قليلة في انتظار ايجاد حلول بديلة.

حكومة نجلاء بودن عجزت عن إيجاد الحل السلمي لتفادي الكارثة الصحية ولجأت لإستعمال القوة لفتح المصب من منطلق كون الضرورات تبيح المحضورات ومن منطلق التضحية باربعين ألف مواطن لانقاذ مليون مواطن.

عجز الحكومة عن ايجاد حل سلمي سببه الأول و الرئيسي جهل الحكومة للمحيط العدائي لها ولقيس سعيد داخل مراكز النفوذ في السلطة المحلية و الجهوية بصفاقس فمحليا رئيس بلدية عقارب من إئتلاف الكرامة ومعتمد عقارب من جماعة العفو التشريعي العام وجل الجمعيات المدنية في قبضة حركة النهضة أما جهويا فصفاقس بدون وال وسلطته موزعة بين معتمد أول مساند لحركة النهضة وكاتب عام ولاية من جماعة العفو التشريعي العام.

الكل ضد الحكومة وضد قيس سعيد والكل يسعى لإستغلال مشكل عقارب لتوسعة هذا الثقب الصغير وتأجيج الاحتجاجات علها تعم داخل كامل تراب الجمهورية وتطيح بعدوها اللدود.فهذه القوى تسعى لمنع التفاوض السلمي وايجاد حل بين أصحاب حق مشروع وهم سكان عقارب وحكومة جديدة ورثت تركة ثقيلة جدا من عشرية سوداء ولا حل لها غير فتح المصب ولو مؤقتا.حكومة نجلاء بودن لا أيادي ولا أعين ولا نفوذ لها داخل مدينة صفاقس وفي المقابل عدو يتربص بها ويمسك بكل السلط داخلها من مركز ولاية ومعتمدين و رؤساء بلديات وحتى جمعيات تسمي نفسها مجتمع مدني وبعضها في الحقيقة مجتمع بدني مدجج بالعصابات و يوزع في الأموال و الزجاجات الحارقة ويندس وسط متظاهرين سلميين يدافعون عن حقهم في العيش داخل بيئة سليمة.حكومة نجلاء بودن لم تفهم أن الحل يبتدئ من تعيين وال للمدينة يعرف جيدا تركيبة المجتمع والمنظمات داخل صفاقس وله من الكفاءة والقدرة على التفاوض معها وعلى شل كل هته القوى العدائية.