لو سألوني … وانا كلّي يقين انهم لن يسألوني .. عبد الكريم قطاطة

عندما عدت من دراستي بفرنسا سنة 1979 ..كنت وانا اسوق السيارة من المغرمين بالسرعة المجنونة ..ورغم انّي من عشاق الجنون الجميل في الحياة فانّي وذات يوم وفي طريق عودتي من تونس العاصمة الى صفاقس وقبل الوصول الى الغرابة بكلمترات كنت شاهدا على حادث مريع وانا على بعد عشرات الامتار منه …. سيارة من الحجم الصغير انقبلت عديد المرات بفعل _ كروفيزون في احدى عجلاتها _ وما كدت اصل لموقع الحادثة انا وغيري من رواد الطريق حتى اكتشفت انّ الشخصين الذين كانا بها فارقا الحياة لهول الانقلابات ..في تلك اللحظة الفارقة _رجعلي شاهد العقل _و اكتشفت مخاطر جنون السرعة في السياقة ووجدتني منذ يومها لم اتجاوز التسعين كلم في الساعة حتّى في الطريق السيارة ..وكنت اهدّد ابني او ابنتي بالنزول من سيارتهما اذا تجاوزا ال 90 ..وكنت اردّد دوما .. نخسر ساعة ولا نخسر عمرا .. وقياسا على ذلك وفي زمن الكورونا الضبابي لو سألوني عن موقفي من الدراسة والمدرّسين والتلاميذ والمخاطر الكورونية لقلت بأعلى صوتي ..اخسر اسبوعا ..شهرا ..سنة دراسية كاملة … ولا اخسر ارواح طاقم التعليم ..انهم المربّون وما ادراك وانّهم فلذات قلوبنا وما ادراك ..حماهم الله جميعا من كلّ سوء ..16 جانفي 2022 …