مازلت متفائلا …فتحي  الهمّامي

مازلت متفائلا …فتحي الهمّامي

21 سبتمبر، 21:03

خطاب 20 سبتمبر لرئيس الجمهورية له ما له وعليه ما عليه. وإن توقف البعض (على أهمية ذلك) عند شكل الخطاب: معجمه، مكانه، زمانه، إعداده، نبرته ، روحه…. ووجهوا سهام نقدهم إليه التي اشاطر اغلبها، إذ ليس من شك أن ضمان نجاح أي مشروع سياسي مرتبط بمرافقته برؤية إتصالية ذكية وبخطة “تسويقية” ناجعة. فإن الأهم من ذلك حسب رأيي هو المضمون السياسي الذي تم فيه التأكيد من جديد على القطيعة السياسية مع المنظومة السياسية السابقة (ما قبل 25 جويلية) تلك القائمة على تحالف القوى الفئوية (منها الإسلام السياسي) وقوى المال السياسي الفاسد. والإعلان صراحة على المضي قدما نحو انقاذ البلاد من جبروتهم، وإنجاز التغيير لفائدة “الشعب” في إطار إحترام الحقوق والحريات. ولعل مشروع رئيس الجمهورية قد بدأ يتوضح منذ البارحة ألا وهو المرور في قادم الأيام إلى تنظيم مؤقت للسلط (قد سماه أحكام إنتقالية).والذي سيعين في إطاره رئيس حكومة (لذلك هو يتمهل في تعيينه لكي لا تكون سلطته منظمة بأحكام دستور 2014 ). وسيتم ايضا من خلال أحكامه حل مجلس النواب المجمد. ومن ثمة الذهاب إلى قانون إنتخابي جديد قبل إجراء إنتخابات سابقة لأوانها. ومن الواضح ايضا ان دستور 2014 سيخضع إلى إعادة النظر هامة من خلال الإستفتاء (بتاكيد الرئيس على ان السيادة للشعب) خاصة في بابي السلطة التنفيذية والتشريعية. وإعتقادي جازم ان هذا المشروع هو فرصة أمل هامة للبلاد على الوطنيين إلتقاطها رغم ما ظهر في اداء قيس سعيد من نقاط ضعف. وان عليهم مرافقته وإسداء النصح له علاوة على تشكيلهم قوة إقتراح جدية تتولى اخذ زمام المبادرة لبناء شراكة متوازنة معه. وبأن خطاب البارحة لم يخرج حسب إعتقادي عن التوجه العام للتغيير الذي تم يوم 25 جويلية. فإن التفاؤل مازال يحدوني في نقلة نوعية قريبة.

فتحي الهمامي

مواضيع ذات صلة