ما الذي لمّ الشامي على المغربي؟ بقلم أحمد الحباسي كاتب وناشط سياسي

ما الذي لمّ الشامي على المغربي؟ بقلم أحمد الحباسي كاتب وناشط سياسي

20 مارس، 21:07

معلوم أنه حين يلتجئ أحدهم إلى العبارات المدونة بالعنوان فهو يعني تحقيق الانسجام بين ما لا ينسجم. ما جرني لاستحضار هذا المثل هو استغرابي من وجود هذا المكوّن العجيب الذي أطلقوا عليه من باب التيمّن وجلب الحظ مسمى “جبهة الخلاص” مع أنه لا ماضي المؤسسين المتسم بالسواد والريبة ولا مستقبلهم يبشر بالخير. أي والله، ما الذي لمّ الشامي على المغربي ؟ ماذا يجمع الأستاذ أحمد نجيب الشابي بالشيخ راشد الغنوشى مثلا ؟ ما هي القواسم المشتركة بين الشيخ المتهم بممارسة الإرهاب والذي يمقت الديمقراطية وينتسب إلى الإخوان وبالذات إلى منظر هذه الجماعة السيد قطب، هذا المنظر الذي لا يخجل في كتابه المعرّة “في ظلال القرآن” من أن يصف الوطن بأنه ليس أكثر من قطعة طين زاعما استحالة الجمع بين انتماء المسلم لدينه وانتمائه لوطنه مضيفا بنفس الوقاحة أن الوطن ليس إلا مجرد كلئ ومرعى وقطيع وسياج موحيا للسامع بأن من يشعر بالانتماء للوطن أو للأهل أو الأرض هم أشبه في نظره بالبهائم وبين الأستاذ نجيب الشابي الذي يزعم الإيمان بحرية التعبير وبسيادة الوطن.

ما الذي يجمع سياسيا فاشلا ولكنه يحمل فكرا ليبراليا مثل “الأستاذ” وبين أحد غلاة التطرف الفكري مثل “المرشد” إلا حب وشهوة وطمع الكرسي واستجلاب الأضواء ؟ هل يمكن لعاقل أن يتصور مجرد التصور أن قلب هذين الرجلين على الوطن وهما يحملان نزرا من البرّ بوطن ساهما كل من جهته في تدميره ؟ الانتماء للوطن والوطنية ليست شهادات توزع مقابل المال مثل الباشاوية في مصر في عهد الملك فاروق لكنها مبادئ مقدسة راقية يحتاج الرجلان إلى كثير من ساعات الاغتسال حتى يتطهرا من أدران ممارسة السياسة الملوثة بكثير من الخزعبلات والدسائس والضرب تحت الحزام التي علقت بضمائرهما على الأقل منذ ليلة سهرة قناة “حنبعل” الشهيرة بالنسبة “للأستاذ” ويوم انحناء مرشد النهضة لتقبيل أرض الوطن بمجرد رجوعه من منفاه المدفوع الثمن في لندن حين لم يتورع مناصروه من ترديد نشيد “أقبل البدر علينا” وهم يستمعون إلى عهد الشيخ بكونه سيقضي بقية عمره بعيدا عن السياسة وهو وعد نكثه كما نكث المئات قبله منذ أن كون الجماعة الإسلامية سنة 1969.

من حق “الأستاذ” أن يجتمع ويرافق ويتحالف حتى مع الشيطان فالسياسة لها إكراهاتها وألاعيبها لكن هل تجاهل الرجل في غمرة اهتمامه بربط هذه العلاقة المشبوهة مع كاهن الإخوان وأحد أكبر المتلونين و ناقضي العهود و-في ما حصل للمرحوم الباجي قائد السبسي مثل وعبرة لا تنسى- أن أرشيف الذاكرة للمواطن التونسي لن تنسى كيف ساهم في التعتيم على تلك المؤامرة القذرة التي دبرتها تلك القناة لبث الرعب في القلوب والتي لا تزال خفاياها ودوافعها غير معلومة لحد الآن؟ إن تحالف “الأستاذ” ب”المرشد” هو تحالف خلط الأوراق واللعب على حبال جديدة أغلبها مصنوع في الخارج وهمّ هؤلاء المتحالفين الجدد –على وزن المحافظين الجدد- سيء السمعة ليس إنقاذ الوطن الآيل للسقوط نتيجة حرب التدمير التي مارستها قيادة الحركة الحاكمة بل هي محاولة لشرب آخر نخب خيانة تمارس على أطلال وطن في مشهد دعارة سياسية مثير للغثيان.

مواضيع ذات صلة