متى تنتهي معاناة الأفارقة ؟ ….سامي النيفر

متى تنتهي معاناة الأفارقة ؟ ….سامي النيفر

9 أوت، 18:30
  • لعلّنا تحدّثنا كثيرا عن خطر الأفارقة وانحرافاتهم وذلك صحيح.. ولكننا في المقابل، نهمل الوجه الآخر لمعاناتهم وسواء كانوا ظالمين أو مظلومين فنحن ننادي بحل مسألتهم وتسوية وضعياتهم سواء بترحيلهم أو بتسوية إقامة البعض منهم.. الكثير منهم معلّق لا يستطيع الذهاب إلى إيطاليا ولا يستطيع العودة إلى بلاده..
  • كيف نطلب من الأوروبيين ألّا يكونوا عنصريين مع أولادنا التونسيين بينما نعامل الأفارقة بذات العنصرية بل أشد قسوة أحيانا ؟ أورد اليوم شهادة حيّة لصديق إفريقيّ يرميه الأطفال بالحجارة في الطريق ويسخرون منه.. فمن علّم هؤلاء الصغار أن يفعلوا ذلك مع أبناء قارّتنا ؟
  • من جهة أخرى، نحن من ساعد على استقرارهم لأنهم بالتجربة يعملون ويتأقلمون مع كل الحرف ولا يشتكون ولا يتذمّرون.. يعملون بكدّ بل يقع استغلالهم، صديقي الإفريقي أتى منهكا لأنّ صاحب الورشة جعله يعمل من السادسة صباحا حتى الثامنة ليلا ولا يعطونهم حتى شربة ماء ! والأدهى والأمرّ أنهم لا يعطونهم أجرهم ويمنّونهم ويماطلونهم وليس لهم حيلة إلا مواصلة العمل على أمل الخلاص الذي قد يأتي منقوصا أو لا يأتي.
  • . فهل سيرضى عامل تونسي بهذه الظروف المهينة ؟ أصحاب الأعمال يدركون ذلك ولذلك يستغلون أصحاب البشرة السوداء أبشع استغلال وقد وقعت حادثة لصاحبي وجرحت يده ولم يتمّ إسعافه ولا حتى الاطمئنان عليه ويحصل ذات الشيء مع غيره مع حملهم لأشياء ثقيلة وعملهم ساعات وساعات تحت الشمس الحارقة ودون توقّف أو حماية ويقع نقلهم في شاحنات حتى الصخيرة في ظروف خطيرة وفي هذه يستوي الأفارقة مع عاملاتنا المكافحات… أليس هذا استعبادا جديدا لأصحاب البشرة السوداء الذين يعانون من العنصرية ؟
  • هل عاد عصر العبيد الذين يعملون أعمالا شاقة تحت السوط لأنهم سود وقدرهم أن يكونوا خدما أبا عن جدّ ؟ نورد هذه الحقائق دون أن نغفل عن خطر بعضهم أمنيّا والمطلوب ببساطة تسوية وضعيّاتهم ومحاسبة من أتى بهم والتحقيق في ملابسات مجيئهم لأنّ كل مكروه يحصل لهم أو لبلادنا يقع وزره على من فتح لهم الأبواب حتى حلّ بنا وبهم الخراب ووجدوا أحلامهم سراب.. هل سيتبرّع لهم هؤلاء المسؤولون بنصف رواتبهم ؟ وهل سيتابعون وضعيتهم ؟ أم إنّهم شامتون بالأفارقة وبتونس ؟ ملف يجب أن يُفتح لإنصاف الجميع.

مواضيع ذات صلة