مجرد رأي…حمة  الهمامي ذكرني بتيار العريضة الشعبيّة: المنجي  عطية الله

مجرد رأي…حمة الهمامي ذكرني بتيار العريضة الشعبيّة: المنجي عطية الله

4 جانفي، 21:00

و أنا أستمع إلى برنامج “90 دقيقة” على راديو IFM تم تمرير تصريح لرئيس حزب العمال حمه الهمامي يتحدث فيه على مقترحاته لتحسين الأوضاع الإقتصادية و الإجتماعية للشعب التونسي ، ذكرتني بالحملة الإنتخابيةللمجلس التأسيسي التي قام بها حزب تيار العريضة الشعبية للحرية و العدالة و التنمية و التي مكنته من الفوز ب26 مقعد بوأته المرتبة الثالثة بعد المؤتمر و النهضة .

حملة إنتخابية فتحت أبواب الجنة الأرضية للفئات الشعبية المتهرئة فأقبلت على صناديق الإقتراع تمني النفس بعديد المكتسبات التي يحلم بها كل مستضعف في الأرض و لكن بعد نيل المراد من قبل الساسة لم يتحقق شيء من الوعود فعاقبتهم ٱنتخابات 2014 حيث لم يحصلوا سوى على مقعدين فقط ثم ٱندثر الحزب بلا رجعة .

الحقيقة عدت إلى هذه المقاربة بعد ٱستماعي إلى حمه الهمامي في ندوته الصحفية التي عقدها بالأمس و عدد فيها ما يتمنى أن يتمتع به فقراء القوم من ٱمتيازات .الحقيقة ما ٱستفزني لكتابة هذا المقال ماجاء في مجمل الورقة التي قدمها في الندوة الصحفية من مقترحات في شكل مطالب مستعجلة جعلتني أتخيل و كأننا في حملة ٱنتخابية !كيف لبلد يعيش أزمة ٱقتصادية خانقة تكاد تعصف بما تبقى من كيانه أن يتصرف بمثل هذا التخطيط للخروج من المئزق ؟!

من أين توفر الدولة الأموال في هذه الأحوال ، للترفيع في الأجر الأدني المضمون إلى 1000 دينار و تمتيع العاطلين عن العمل من منحة ؟! هل أن تأجيل سداد الديون لمدة ثلاث سنوات قرار بيد الدولة التونسية ؟!هل أن إلغاء الإتفاقيات غير المتكافئة مع شركائنا و خاصة الإتحاد الأروبي لا يمكن أن يؤثر على منحى علاقاتنا التجارية و الديبلوماسية مع هذه الأطراف ؟!سوف لن أعود إلى لغة التخويف و الوعيد التي غلبت على خطاب حمه الهمامي تجاه رأس السلطة فمهما كانت مؤاخذاتك عليه مع أنني أقر شخصيا بأنه يتصرف بصفة ٱنفرادية في سلطاته ولكن في تقديري يا حمه أنت آخر من يتحدث عن الديمقراطية و العمل الجماعي لأنك تختزل حزب العمال في قراراته و توجهاته و برامجه في شخصك المتورم بالأنا .

ألا تتذكر يا حمه ٱنضمامك مع أحزاب أخرى في أكتوبر 2012 إلى الجبهة الشعبية و فزتم ب15 مقعد في الإنتخابات التشريعية عام 2014 لكنكم رفضتم بزعامتكم الدخول في ٱئتلاف مع حزب الرئيس الباجي قائد السبسي ” نداء تونس ” وهو رفض مشبوه بنية الحفاظ داخل المجلس النيابي على موقع يتحكم في خيوط اللعبة السياسية ، تصرف عبثي سهل مهمة المتربصين بالدولة بالتدخل للتقريب بين النداء و حزب النهضة بقيادة الشيخ راشد الغنوشي و تعرفون بقية المسار .فبحيث يا حمه إذا كنت تدعو عن وعي و قناعة إلى الوقوف ضد الديكتاتورية و الحكم الفردي سأكون أول داعميك شريطة أن تبدأ بنفسك و تنظف بيتك من الداخل .

أقول هذا الكلام و أنت أدرى بمقاصدي للأنني أعرف أنك منذ بداياتك النضالية جبلت على حب الزعامة و “التريس” و تواصلت معك هذه النرجسية حتى بعد الثورة في حزبك العمالي من خلال التفرد بالظهور في وسائل الإعلام في كل المناسبات حتى كدنا نعتبر أن الحزب هو حمه الهمامي و حمه الهمامي هو الحزب ؟! فكيف بالشعب أن يطمئن إليك و يأخذ بشعاراتك و خطاباتك ؟!حمه ، أنصحك بمراجعة ذاتية، تخلصك من الأنا الضخمة و تخفض من كبريائك فتشرك من حولك في أخذ القرار و في الظهور الإعلامي و تغير من سياستك الإتصالية بما يتماشى و خصال رجل السياسة الذي يحلم بقيادة الدولة .

مواضيع ذات صلة