مدام نجلاء بودن ، لا تسمع ، لا ترى ، لا تتكلم  بقلم أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي.

مدام نجلاء بودن ، لا تسمع ، لا ترى ، لا تتكلم بقلم أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي.

12 سبتمبر، 21:30

 من ” خصال ” السيدة رئيسة الحكومة  أنها جمعت  و تفردت بثلاث خصال لم يسبقها إليها أحد من رؤساء الحكومات في تونس و في العالم  ، نمسك الخشب ، و لا غرابة أن نراها قريبا فى كتاب قينيس  الشهير المخصص للأحداث و الأرقام القياسية العالمية  .  خصال السيدة الصامتة أنها لا تسمع ، لا ترى و لا تتكلم ، هذه الخصال لئن جعلتها محل تساؤل و رما تندر من البعض فقد حولتها إلى   سيدة لا تحك لا تصك على رأى أحد أمثالنا الشعبية .

بطبيعة الحال حال الاقتصاد و حال البلاد و حال الرعيّة لا يسر صديقا و لا عدو و لذلك اختارت السيدة رئيسة الحكومة أو خضعت لأوامر  السيد الرئيس المفدى التي لا تصد و لا ترد على رأى أحد المعلقين الرياضيين أن تتمسك بالصمت إلى أن يفعل الله شيئا كان مفعولا . أي نعم  الصمت يا سادة على رأى السيدة نعمة رحمها الله من ذهب و تونس اليوم لم يبق في خزائنها  لا  فضة و لا ذهب.

 لا تتكلم السيدة رئيسة الحكومة   هذا  صحيح لكنها  تعطى الانطباع أنها لا ترى أيضا أو تعانى من حالة من قصر النظر جعلتها لا تتفاعل مع تصاعد النقمة الشعبية أو ارتفاع الأسعار أو ندرة المواد التموينية إن لم نقل فقدانها . ربما لا تقوم وزارة الداخلية بدورها في مدّ السيدة رئيسة الحكومة بتقرير حول العامة في البلاد و ربما لم  تفلح قيادة اتحاد الشغل في تنبيه سيادتها إلى خطورة الأزمة لكن من المؤكد أن هناك خلل اتصالي و ارتباك حكومي و رعونة واضحة في التعامل مع الوضع بما يتطلبه من حزم بل أكاد أجزم أن السيدة رئيسة الحكومة تعانى مثلها مثل الرئيس من حالة انسداد أفق و عدم قدرة على الانتقال من حالة  الجمود إلى حالة المواجهة الفاعلة . في كل الأحوال الوضع لا يبشر بخير و الأصوات بحّت و لا أحد ينصت على الجانب الآخر فهل أن عجز الحكومة  و ضمور رؤية الرئيس و نفور الدول الأجنبية  هي علامات بداية  النهاية لحلم من يسميه البعض بالرئيس الانقلابي؟. 

لا يمكن أن تكون  لرئيسة حكومة مواصفات أولها الصمت و آخرها الصمت و لا يمكن  أن لا تكون هناك محاسبة   لان استمرار هذه السيدة في الحكم هي جريمة مكتملة الأركان في ظل تصاعد أعداد النازحين الحارقين و  مضاعفة أعداد الغرقى  يضاف إلى ذلك تردى الوضع الاجتماعي بشكل لم يسبق له مثيل حتى في عزّ فترة الاستعمار الفرنسي .  لا يمكن أن  تتفصى السيدة رئيسة الحكومة من مسؤوليتها فى عدم خلاص أجرة المعلمين النواب و تسوية وضعياتهم الإدارية .

لا يمكن لرئيسة الحكم أن تتجاهل مسؤوليتها في تصاعد قبضة المحتكرين و سيطرتهم على قوت المواطن . لا يمكن لرئيس البلاد أن يستمر في هذا التكليف الخطيئة  و أن يصر  كعادته على  تواصل أخطاءه التي زادت  من تعميق جراح الوطن و المواطن . لا يمكن للسيد الرئيس أن يظن أن زيارته لنصبة بطيخ في مدينة عوسجة  أمس قد حلّت مشاكل الفلاحة و الاحتكار . لا يمكن للسيد الرئيس أن يعيّشنا على الشعارات و أن ننام ببطون فارغة و مخزون أمل مفقود . لذلك و مع اعتذارنا الشديد نقول :  سيدتي المحترمة نسألك الرحيل .

مواضيع ذات صلة