صفاقس مدينة  مُهمشة : فماذا عن مُعتمدياتها؟

صفاقس مدينة مُهمشة : فماذا عن مُعتمدياتها؟

24 افريل، 15:00

منذ زمن طويل و مدينة صفاقس تعيش التهميش مع غياب تام للبرامج التنموية، إلى جانب تدهور الوضع البيئي.

هذه عينة على ما يعيشه المركز.. أما إذا تحدثنا عن معتمدياتها فهنا تتجلى المأساة بأوضح وأقبح صورها، فمظاهر الفقر والتهميش تطغى على عديد المناطق الريفية المعزولة بولاية صفاقس رغم البرامج التنموية التى يقال أنها مخصصة لها.

فعقارب مازالت تعاني من مخلفات مصب القنة وما خلفه من روائح كريهة وأمراض مازال السكان يعانون منها إلى اليوم.

الصخيرة تعيش نفس المشكل، تسربات متواصلة للحامض الفسفوري إلى البحر وانعكاساته الوخيمة على البيئة والثروة السمكية.

المستشفى الجهوي بجبنيانة تردت فيه الأوضاع الصحية واصبح عاجزا عن الإيفاء بتعهداته تجاه المرضى.

منزل شاكر وبئر علي والغريبة، يعيش شبابها البطالة والتهميش وتفتقد فيها أبسط المرافق. ومناطق أخرى نخرها الفقر والعزلة وضعف التغطية الصحية والتجهيزات التحتية من طرقات وماء صالح للشراب وتنوير عمومي وهشاشة بنية المؤسسات التربوية.

أما عن النشاط الفلاحي الذي يعتبر المصدر الرئيسي للأرياف، فقد هجرها أصحابها ولم تعد كما كانت، فتكاليفها أصبحت باهضة الثمن، الأسمدة بالكاد توجد، وان وجدت فسعرها مرتفع، الأعلاف هي الأخرى شهدت ارتفاعا كبيرا، وأصبحت عملة نادرة تتاجر بها رؤوس الأموال المتنفذة.

الجفاف وانحباس الأمطار أيضا من العوامل التي صعبت مأمورية الفلاح في هذه المعتمديات المنكوبة، وتواصل غياب الدولة في مساعدة الفلاح على حفر الآبار الارتوازية ويجب الابتعاد عن البيروقراطية المقيتة التي يجدها صاحب الأرض عند تقديمه طلب حفر بئر، فهناك تعقيدات كبيرة من قبل إدارة الفلاحة وهو ما يجعل البعض يلتجئ إلى الطرق غير القانونية وحفر الآبار بطريقة عشوائية وما يخلفه من مشاكل على المائدة المائية.

ومن المشاكل كذلك وجود الأرضي الدولية، ينضاف إليها صغر المستغلات الفلاحية. هذا علاوة على ضعف مساهمة البنوك في تمويل المشاريع الفلاحية في الأرياف.


كل هذا لا يشجع على الاستثمار في القطاع الفلاحي الذي يعاني من مجموعة من المشاكل الطبيعية والتنظيمية وحتى التسويقية المتعلقة بالتصدير للخارج، والتي تحد من امكانية تقدمه ليس في معتمديات صفاقس فحسب بل في كامل البلاد التونسية.

هذه عينة صغيرة مما تعانية معتمديات صفاقس من تهميش ولا مبالاة من قبل القائمين على السلطة.

أسامة بن رقيقة

مواضيع ذات صلة