مرصد رقابة : شبهة فساد في شركة الخطوط الجوية التونسية

مرصد رقابة : شبهة فساد في شركة الخطوط الجوية التونسية

13 نوفمبر، 16:45

أصدر الرئيس المدير العام لشركة الخطوط الجوية التونسية خالد الشلي يوم 1 نوفمبر الجاري، 7 مذكرات متعلقة بفتح مناظرات داخلية لخطط في الخارج:ممثلون عامون وممثلون اقليميون ورؤساء محطات ورؤساء مراكز تصرف إداري ومالي، ورؤساء مراكز استغلال ومسؤولون ماليون واداريون ومسؤولو مبيعات. (انظروا المرفقات).وتأتي هذه المذكرات أيامًا معدودة بعد تصريح الشلي عن نية الشركة تسريح ألف عون واغلاق عدد من المكاتب بالخارج بسبب الأزمة المالية الحادة التي تعيشها الشركة، والتي وصلت في المدة الماضية لدرجة التوقف عن دفع اقتطاعات الضمان الاجتماعي والتأمينات وأغلب التزامات الشركة، وفي ظل محاولات متكررة للشلي مع قرطاج والقصبة لطلب دعم مالي من الدولة لضمان خلاص الاجور والحد الادنى من مصاريف الصيانة والتسيير اليومي. خالد الشلي، الذي استبشر الكثيرون بتسميته على رأس الشركة باعتبار خبرته الطويلة فيها، لم يقم منذ قدومه بأي اصلاحات هيكلية ولا تحسينات في حوكمة المؤسسة ولا في سياستها التجارية. وعاد بسرعة الى عقلية المحاباة وخدمة الأحباب واسترضاء النقابات واللوبيات التي دأب عليها أسلافه في الشركة. والمناظرات المعلن عنها ليست الا مثالا على ذلك. مناظرات صورية شكلية لمناصب معروف من الآن من سيتوجه إلى أغلبها. ومع شكوك مبررة بلغتنا في أن بعض المعينين المنتظرين دفع أصلا ثمن تعيينه لصالح أشخاص معروفين لدى الجميع في الشركة بسمسرتهم في التعيينات بالخارج مقابل تعريفة تدفع اما مرة واحدة او في شكل جراية شهرية .وبالدراسة والتدقيق في مذكرات المناظرات السبع، تبين لنا بالكاشف وجود تلاعب وتوجيه وشروط على القياس. وعرفنا من الان من سيكون ممثلا عاما في باريس مثلا. حيث تبين لنا الغاء الشرط المتمثل في السن القصوى للمشاركة في المناظرة الذي كان في السابق 55 عاما. وواضح أن الهدف من هذا الالغاء تمكين المدير العام المساعد الحالي ك. ق. البالغ من العمر 58 عاما من الخروج للموقع الذي يرغب فيه باتفاق مع النقابة. محافظة الخطوط التونسية على هذا الكم الهائل من الخطط في الخارج وبعضها في عواصم ومدن توقفت رحلات التونيسار منها واليها جريمة في حق الشركة وفي حق البلاد وتخلف ليس بعده تخلف.أغلب الشركات الجوية في العالم لم تعد لديها تمثيليات وخطط في الخارج منذ سنوات عديدة وأصبحت تعتمد الخدمات الالكترونية والعقود مع شركات الخدمات المحلية مع مهام رقابية دورية من طرف اطارات الشركة. أكبر شركة طيران في أوربا RYANAIR ليس لديها أي تمثيليات ولا مكاتب في أي دولة. وحتى الخطوط المتخلفة التي ظلت تحتفظ بتمثيليات بدأت في التخلص منها بعد جائحة الكورونا في اطار الاصلاحات الهيكلية العميقة التي اضطرت اليها. الخطوط التونسية التي لديها الان 7 طائرات في الخدمة فقط و7000 عون واطار، ولديها خسائر متراكمة تقارب 1500 مليون دينار، مازالت ادارتها العامة لم تستح بعد، وتطلب دعم الدولة بمئات ملايين الدينارات ليس لتمويل برنامج اصلاح هيكلي عميق وانما للحفاظ على نفس منظومة المحاباة والمصالح، ومازال لديها الجرأة لمحاولة تمرير مناظرات شكلية لتعيين الاحباب وترضية الباندية النقابيين المرتشين، والاحتفاظ بمواقع مستقبلية لمسؤولين حاليين.مرصد رقابة سيقوم بما يلزم قانونيا ضد خالد الشلي في الأيام القادمة مادام لا يريد الاصلاح وليس قادرا عليه.

مواضيع ذات صلة