من المسؤول عن رفع هذه الشعارات: “لا études لا كرّاسة.. ملّا راحة مالدراسة!!

من المسؤول عن رفع هذه الشعارات: “لا études لا كرّاسة.. ملّا راحة مالدراسة!!

12 جوان، 11:31

الى  حدود اوائل الألفية الجديدة كان الإعتقاد السائد لدى التلميذ في تونس أن المعلم “رسولا” ، له نفوذه داخل المدرسة وخارجها .  إنسان غير عادي يرتقى إلى منزلة الملائكية والطهورية ، قادرا على فعل المعجزات ، حتى أن البعض منا كان يستغرب عندما يشاهد المعلم  يأكل من أكلنا ويضحك مثلنا. أما من يشاهد معلمه في مكان عمومي فلا يدخله حتى يخرج من ذلك المكان. كان المربي يتدخل في لباسنا وتصرفاتنا وحركاتنا وحتى في تسريحة شعرنا. “فمن علمنى حرفا صرت له عبدا”.أما اليوم فقد تغيرت المعادلة ، فأصبح التلميذ سيد نفسه ، لا يكترث إلى قيمة المعلم ، حتى غدت علاقة افقية يسودها التوتر ، وأصبحت المدرسة بالنسبة للتلميذ مكان غير مرغوب. وأصبحت نهاية السنة الدراسية بمثابة الكابوس الذي إنزاح عن فكر التلميذ. والأدوات المدرسية عبارة عن حمل ثقيل وجب التخلص منها بأسرع وقت ممكن.  هذه الاستهانة بكل هذه العناصر التربوية تطرح أكثر من سؤال على الوضع الخطير  التى آلت إليه المنظومة التربوية  ككل ، وعن السلوكات التى ينتهجها التلميذ مع نهاية الموسم الدراسي ، من تمزيق للأدوات المدرسية ورفع الشعارات المسيئة والهتافات العدائية. “لا  études لا كراسة… ملا راحة مالدراسة “.  فمن المسؤول ؟ التلميذ ؟ أم الإطار التربوي ؟ أم المنظومة التربوية والمناهج التعليمية المتبعة؟ وهل التعليم يقتصر فقط على ما يجري داخل أسوار المدرسة؟ أم أن هناك خارجها تعليماً موازياً لا يقل أهمية ؟ هل يمكن للمدرسة بمفردها أن تحقق أي إنجاز وهي في معزل عن بقية مؤسسات المجتمع؟كل هذه الاسئلة تجعلنا  نتخوف عن مدرسة الغد وتونس  الغد على اعتبار ان المدرسة هي مراة تعكس تصور المجتمع واراءه وأفكاره.

بن رقيقة

مواضيع ذات صلة