من يحكم البلاد: النقابات ام القصبة وقرطاج وباردو؟ أسامة بن رقيقة

من يحكم البلاد: النقابات ام القصبة وقرطاج وباردو؟ أسامة بن رقيقة

28 فيفري، 15:00

كان لمنظمة حشاد دور فعال في الإستقلال ومسيرة بناء الدولة العصرية وإرساء مباديء الديمقراطية.
 حتى أصبح بعد الثورة شريك سياسي فاعل في كل الأحداث السياسية المهمة من الحوار الوطني الى وثيقة قرطاج. 
ولكن رغم هذا التفاعل الإيجابي بين النقابي والسياسي إلا أن بعض قيادات الإتحاد إنحرفوا عن المسار الصحيح للإتحاد ولم يلتزموا بمباديء وضوابط المنظمة الشغيلة تحت شعارات مغلوطة كالتعددية والديمقراطية. حتى أن بعض القيادات حولوا العمل النقابي إلى وسيلة ضغط على الحكومة وعلى القضاء وعلى بعض وسائل الإعلام. طالبوا سابقا بإطلاق سراح نقابيين ورفعوا الشعارات السياسية في تجمعاتهم العمالية ، وأطلقوا العنان بالهتافات  ضد أطراف سياسية والنيل من السلطة القضائية.  نفس القيادات  قامت سابقا بالضغط على الحكومة من أجل إقالة وزراء مثلما فعلت نقابة الصحة مع  الوزير   السابق سعيد العايدي وتتدخل نقابة التعليم  لإقالة وزير التربية السابق ناجي جلول. لتواصل نقابة التونيسار المسيرة وترفع الشعارات ضد المديرة العامة للشركة الجوية، حتى تمت إقالتها من منصبها، ومهما يكن سبب الإقالة فإن لبعض قيادات الاتحاد دور في تنحية الفة الحامدي. ومهما إختلفنا مع وزير أو مدير فلا يمكن إعتماد العمل النقابي لتغيير المسؤولين.
 كما يوجد داخل النقابات من لا يقبل حتى مجرد النقد. لنتحول بقدرة قادر من دكتاتورية النظام إلى دكتاتورية النقابات وهي أخطر بكثير لأن هاته النقابات تضن أن الديمقراطية تعني الانفلات وان تفعل ما تشاء وقت ماتشاء، حتى أصبح الاعتقاد السائد لدى غالبية الشعب اننا شعب لا يستحق الديمقراطية، فدكتاتورية بأمن وأمان واستقرار أفضل من ديمقراطية بلا أمان وغياب واضح للسلطة والدولة مثلما حصل ويحصل مع توقف الإنتاج في عديد الشركات الوطنية بفعل الإضرابات النقابية. وهو ما يجعلنا نتسائل  من في السلطة النقابات ام القصبة؟ والخوف كل الخوف أن يحصل معنا ما حدث في يوغسلافيا السابقة عندما اندلعت الحرب الأهلية بفعل النقابات واصبح البعض يحن إلى الدكتاتور “تيتو” الذي حكم بالعصا والنار ومعتقدين انه تمكن من الحفاظ على دولة متعددة الأعراق. الثورة الفرنسية أيضا شهدت سنوات من الفوضى إستمرت لستة عقود، فبعد إقتحام الثوار سجن الباستيل عام 1789 وإعدام الملك لويس السادس عشر مرت البلاد بسنوات عجاف خاصة مع تدخل النقابات. التاريخ يقول أن بعض النقابات أينما حلت حل الخراب ،ولست ضد العمل النقابي المقنن الذي يحترم خصوصيات البلاد والظروف التى تمر بها، وإنما ضد النقابات التى تعتمد السياسة في الخفاء وتبحث عن مصالحها الضيقة.  وكما يقال محاربة الدكتاتورية أسهل من محاربة الصبيانيات،  والخوف كل الخوف أن نسقط في دكتاتورية النقابات بعد أن كنا في دكتاتورية النظام…أسامة بن رقيقة. 

مواضيع ذات صلة