مُحمد علي كمون : نَسِيمٌ مُعَطَّرٌ يَهُبُّ على مهرجان صفاقس الدولي…فتحي  الهمّامي

مُحمد علي كمون : نَسِيمٌ مُعَطَّرٌ يَهُبُّ على مهرجان صفاقس الدولي…فتحي الهمّامي

15 أوت، 22:00

حرارة هذا الصيف لا تطاق، يعاني منها البشر وبالمثل مهرجان صفاقس الدولي الذي تعصف عليه بشدة هذه السنة ريح شهيلي “سيروكو” كما يقال. وهي عندما تعصف تقصف لشدة عنفها وجفافها من ذلك انها تسببت في إفساد ذلك العرض المسرحي المثير للجدل لصاحبه “السكتساجي”، وفي طرد جمهور اقتنى تذاكره لحضور سهرة “الباربو” او “البوردو” او “اللوردو” …..لا اتذكر الحقيقة كنيته بالضبط… ولكن لحسن الحظ فئة من الجمهور الذواق بصفاقس انه هبت يوم عيد المرأة – ولو لليلة واحدة – نسمة رقيقة مُعَطَّرة تحمل على جناحيها حفلا فنيا للفنان القدير محمد علي كمون عنوانه 24 عطر.

وهل ثمة افضل من يوم عيد النساء لنثر العطر وتشمم شذاه !؟ عرض الفنانُ محمد علي كمون ومجموعته المتميزة من عازفين وفناني إيقاع ومطربين علاوة على الراقصة الأنيقة أمتع الجمهور ليلتها وحلق به عاليا في اجواء البَهْجَة والغِبْطَة بما قدموه من فن تونسي أصيل ومتجدد في الآن نفسه.

تلك السهرة التي كانت جولة بين موسيقات تونس المتنوعة والثرية من كل جهاتها صفق لها الجمهور طويلا وتمايل على انغامها ورقص منتشيا على إيقاعاتها خاصة منها إيقاع “يا بوعكازين” الذي كان عطره قوي لا يقاوم. الحفل، الذي تواصل تقريبا ساعتين كان موسيقيا وغنائيا وبالمثل فرجويا، حلق فيه كمون مع جمهور مثلما تحلق الفراشات التي تطير من زهرة إلى أخرى لتشبع ارتواء من حريق الزهور. هذه زهرة اندلسية وتلك شاوية واخرى بدوية مع المرور بالصوفية والحضرة النسائية بنكهة صفاقسية والحضرة الرجالية دون نسيان زهرة انغام الجزر. وماذا يبتغي الفنان الحق من فنه غير أن يسْتَرْوحَ الجمهور ؟

لقد كان حفلا من المستوى الراقي ورائقا ينطق جمالا وبهاء واظنه قد انسى المايسترو محمد علي كمون تلك الحادثة المشينة في ليلة 16 افريل الماضي بصفاقس عندما تم إيقاف حفله دون أن يمنحوه فرصةَ إكمال الفقرة الأخيرة منه. فألف تحية للفنان محمد علي كمون واعضاء فرقته على المؤانسة والامتاع.

فتحي الهمامي

مواضيع ذات صلة