مُختار اللواتي …مُثقف مُستنير بدرجة مُناضل….  رضا القلال

مُختار اللواتي …مُثقف مُستنير بدرجة مُناضل…. رضا القلال

8 جوان، 21:39

في حوار مع اذاعة صفاقس  هذا الصباح مع الزميلتين نزهة اللواتي وسهام شعور و”بالعنوان العريض” تحدث المختار اللواتي عن فشل المنظومة السياسية في تونس في إدارة شأن البلاد من السلطة الحاكمة، إلى المعارضة،  مرورا باتحاد الشغل واتحاد الصناعة والتجارة. كلهم فشلوا في احداث أي اختراق لجدار الواقع التونسي الذي يئن من 2011 والذي يبدو قد تخطى  كل محطات الإنقاذ . في حين لم تقع الإشارة الى انتخابه نائب رئيس المرصد الوطني للدفاع عن مدنية الدولة، فرع صفاقس، الذي حصل يوم الأحد الماضي.

وكالعادة كان مختار اللواتي هذا الصباح يدعونا لإنعاش فضولنا وإثارة دهشتنا عبر تحاليله الجريئة. كان يتكلم بفكر ناقد وقّاد،  وحميّة قلبيّة صادقة لتونس،  عشقه الحقيقي.  

والصديق المختار اللواتي كان من أمراء الميكرفون في إذاعة صفاقس، عبر نشرات قسم الاخبار وعبر البرامج التي قدّمها، وهو اليوم ومنذ سنوات “نجم” الكتابة الصحفية السريعة والشائعة في خريطة “سوشال ميديا”، والجرائد والمجلاّت الإلكترونية، وتتالت أمواج إبداعاته في (الصباح، ليدرز…) وقد كسب الكثير من رواد الفيسبوك، وكان الكثير من القراء في هذا الفضاء ينتظرونه ويتوقون إلى ما يكتب.

مختار اللواتي لم يحصل على جائزة الهادي العبيدي الصحفية، إنما درس سنتين بمعهد الصحافة وعلوم الإخبار، غير أنه بعد الاجتياز مع زملاء من تونس وصفاقس من بينهم  الراحل محمد الفراتي، انسحب مغلبا الشاغل النقابي على مواصلة الدرس.  ولكن بقيت الصحافة داخلة في تركيبه العضوي، وفي المعادلة الكيميائية لأنسجته وخلاياه، ودورته الدموية.  بقي دائما الصحفي الذي يتنفّس الكتابة، والمؤمن بالقضايا الكبرى، الذي يعبر عن صوت الحق والعدل، والذي يسعى الى أداء رسالته في المجتمع من خلال البحث عن الحقائق وكشفها. إنه صاحب المبادئ والقيم الإنسانية، الذي ينسجم نمط حياته مع قناعاته ورؤاه، والصحفي صاحب الكفاءة المهنية الحقيقية،  والموهبة العالية،  الذي يصغي بشكل مرهف وباستمرار  الى إيقاع زمنه المتغير، وإلى عربة ظرفية 2011 التي تقطعت أوصالها مع السنين.

مختار اللواتي يعرفه الجميع مثقفا يقوم بتصحيح وجهة بوصلة السياسيين، يتمتع بقيم الاختلاف، وبالحس النقدي الخلاّق، وهو قوّة لا محدودة في خدمة الأسئلة التي تقلقه،  يفتح بجرأة الأبواب التي يرغب الكثير في إغلاقها.  بقي دائما حرا مستقلا لا يتم تحريكه بالمرّة أو قيادته أو إغراؤه.  مختار اللواتي اسمه طبع الحقل الصحفي بصفاقس، ولا يمكن أن نتحدث عن الصحافة دون ذكر اسم عبد المجيد شعبان ودوره، وسأعود للحديث عنه في المرّة القادمة. كلاهما حظي بمكانة في إذاعة صفاقس، بل تحول كل واحد منهما إلى مدرسة،  وكلاهما حافظ على احترام الجمهور المتابع له،  أو لهما في ذات الوقت،  من المستمعين والقراء.

هذه صفحة  ربما تنقل ما حمل مختار اللواتي على كتفيه  من مهنة  الصحافة الشاقة “مهنة المتاعب” ، فقد أخذ عل عاتقه مهمات عديدة في  العمل النقابي ، والإنتاج الإذاعي، والنشاط الثقافي، وحمل كفاءته وخبرته عبر جسور التعاون الدولي في الاعلام التلفزيوني بإيطاليا والخليج …لقد اشتقت الى الصديق مختار اللواتي بعد أن قطعت علينا “الكورونا”،  منذ أكثر من عام ونصف، طريق اللقاءات الأسبوعية إلى مسبح النزل، وحديث الفن في ورشة الرسام المبدع علي الفندري، فسطّرت هذه الكلمات.

مواضيع ذات صلة