هل اصابنا الغرور بعد الانتصار على الكورونا

هل اصابنا الغرور بعد الانتصار على الكورونا

2 جويلية، 18:00

حلت جائحة كورونا على بلادنا في مارس 2020 و بينما كان البعض غير واع بخطورتها في البداية ثم انضبط لأغلب التدابير الصحية لمكافحة الوباء ظل البعض الآخر مستهترا حتى النهاية فلقد رأينا حفلات و مباريات و تجمعات و تدافعا و عدم التزام بحظر الجولان و ارتداء الكمامات و استعمال المعقمات و مقاه مفتوحة و هروبا من الحجر الصحي الإجباري فضلا عن الاختياري… و لقد رأينا شكوى و تذمّرا و قلة صبر على تغيّر نمط العيش و نرفزة و جرائم بدعوى الضغوطات كما يحصل في رمضان و غيره من مناسبات يختبر فيها الله عزيمتنا و جلدنا فنظهر هشاشة نفسية أمامها… و لقد حذّر الأطباء حد البكاء يتقدمهم وزير الصحة و نصاف بن عليّة و حذّر أحد الدكاترة التونسيين من خطورة التدافع على معونة قد لا يعيشون لصرفها.. و اليوم و بعد كسب جولة و ليس كل المعركة حدث تراخ أكثر مما حصل في فترة الحجر الصحي ففتحت الحدود و عادت التجمعات و الحفلات و المصافحات أكثر مما كانت و لم نعد نسمع عن المعقمات و الكمامات و التباعد الاجتماعي… و نفس الوزير الذي كان يبكي بالأمس يقول ” الكورونا أصابتها جلطة في تونس و هزمناها بفضل مجهوداتنا و لا دخل للأولياء الصالحين و لا للمناعة في نصرنا “… يأتي ذلك في وقت هرب فيه شخصان من سيارة إسعاف يفترض ألا تتوقف وسط المسير و أن تكون مغلقة الأبواب و لا تفتح إلا من الإطار المشرف و أن يترك فيها على الأقل حارس واحد مع المرضى عند السير و عند التوقف ! نادرا ما نسمع نقدا ذاتيا لتصرفاتنا بل إننا ننسب البطولات لأنفسنا و ننسى فضل الله علينا و لطفه بنا و كأننا حقا كنا مجتهدين متيقظين و منضبطين و لم نقم بأخطاء كبيرة حكومة و شعبا في مقاومة الكورونا تماما كما يحصل عندما يتأهل منتخبنا الوطني إلى نصف نهائي كأس إفريقيا رغم أننا لم نقدم مردودا جيدا و يتهم الناقد الصادق لأداء الفريق القومي بالسلبية أو اللاوطنية ! فعلينا أن نكون صادقين مع أنفسنا لتدعيم الإيجابيات و مراجعة السلبيات في تصرفاتنا و ألا يركبنا الغرور و الإحساس أننا عباقرة زماننا كما قلنا عن دستورنا إنه أحسن دستور في العالم أو كما قال معلول إنه سيبلغ ربع نهائي كأس العالم و ألا نطمئن كما اطمأن بن علي في آخر أيام حكمه بينما البلاد كانت تغلي و الكل يزيّن له الأوضاع فالغرور و عدم التواضع هو بداية الانتكاسة و ما كل مرة تسلم الجرة.

سامي النيفر

مواضيع ذات صلة