هل اصبحت صفاقس مدينة منكوبة فعلا؟

هل اصبحت صفاقس مدينة منكوبة فعلا؟

22 أكتوبر، 20:00

يبدو أن مدينة صفاقس ستكون المدينة الأولى في العالم التى تعود فيها الحياة إلى الوراء ، هذه الرحلة انطلقت منذ اشهر عندما فقدت قوارير الغاز وعاد الأهالى لاستخدام الحطب والفحم في عملية الطهي ، وفقدت بعدها المواد البترولية لأيام وكدنا أن نعود لركوب الدواب . رحلة العودة بلغت أشدها منذ شهر مع تراكم الفضلات في كل مكان ، في الشوارع والانهج والطرقات ،وعجزت البلدية عن إيجاد مكان بديل لمصب القنة بعقارب. لتتواصل المسيرة ويقطع الماء الصالح للشراب واصبح من يملك ماجلا من أثرياء المدينة بل وحاكمها وحتى من مترفيها . في انتظار قطع النور الكهربائي واغراق المدينة في الظلام الدامس، لتعود صفاقس بصفة رسمية إلى ماء الماجل والفوانيس التقليدية.  نعم هذه صفاقس التى  يهرول    إليها السياسيون مع كل استحقاق إنتخابي…صفاقس التي تسارع إلى نجدة الجميع تعود إلى ما قبل 849م (تاريخ تأسيسها). صفاقس التي تصدقت  على الوطن بمناضليها.. صفاقس التي أنجبت حشاد، الهادي شاكر، الحبيب عاشور، الزواري وحمادي العقربي وغيرها من الأسماء التي ارتوت البلاد بدمائها… صفاقس التي واجهت المستمعر واخرجت الدكتاتوية من البلاد.. تواجه مصيرها بمفردها في مواجهة الفضلات المتراكمة وقطع الماء والتلوث ….  سيدي الرئيس، دعك من “المفسدين في الأرض” التي تتحدث عنهم في خطاباتك، ودعك من الأشباح، وأنزل إلى كوكبنا وعالمنا الذي نعيشه. سيدي الرئيس، لقد خرجنا يوم 25 جويلية لتكون بيننا، في عالمنا، في واقعنا، تتكلم لغتنا وتتحدث لهجتنا… تتعامل معنا وتعيش على أرضنا.  سيدي الرئيس، الفاروق (مثلك الأعلى)كان لا ينام إلا قليلا ولا ياكل كثيرا، عاش كما يعيش الناس، يتنفس همومهم ،يتفقد أحوالهم، شريفهم ووضيعهم، القريب والبعيد يتفقد الناس في الشام والعراق والاماكن البعيدة ويقضي حاجاتهم. (المسافة بين الشام والعراق 540كم وسيلة نقلهم الجمال، المسافة الفاصلة بين تونس صفاقس  270كم) كان عمر يقول “اني والله لأكون كالسراج يحرق نفسه ويضيء الناس”.        سيدي الرئيس ، من المفارقات أن يصبح  الماء والفضلات ، موضوع الساعة في صفاقس ،على الرغم من القضايا الحارقة الاخرى التى غفلنا عنها كالبطالة والتهميش والبنية التحتية ومشروع المترو المعطل وتبرورة والمجمع الكيميائي والهجرة السرية…. وغيرها من المشاريع المعطلة.سيدي الرئيس ، الم يحدثوك أن عاصمة الجنوب ليس بها والي يدير شؤونها منذ مايقارب الثلاثة أشهر.
سيدي الرئيس ، لقد ورثنا  عن أجدادنا شجرة الزيتون، التي علمتنا السلام والوفاء والصمود والعطاء. ختاما، لقد عمدت أن أكرر سيدي الرئيس، علّ فخامته ينزل من عِليائه ويلامس الواقع الذي نعيشه، فلا أملك ليصل كلامي إلى  فخامتك سوى رصاص القلم.

أسامة بن رقيقة.

مواضيع ذات صلة