هل طبّق المسلمون آية “ولله على النّاس حجّ البيت لمن استطاع إليه سبيلا”؟

هل طبّق المسلمون آية “ولله على النّاس حجّ البيت لمن استطاع إليه سبيلا”؟

18 ماي، 20:45

هل طبّق المسلمون هذه الآية 97 من سورة آل عمران وما علّموه لنا منذ السنة الأولى ابتدائي في أركان الإسلام الخمسة التي آخرها الحجّ لمن استطاع إليه سبيلا ؟ وقد وضّح العلماء أنّ الاستطاعة تكون مادّيّة وصحّيّة وأَمْنِيَّة.. اليوم وصلت تسعيرة الحجّ إلى 20 ألف دينار مع ما يمكن أن يزداد من مصاريف إضافية أثناء أداء المناسك وهذا عادي ومفهوم بما أنّ العمرة لوحدها تصل تكلفتها إلى 5 آلاف دينار والأضحية في حدود ألف دينار وهي التي يقول بعض الجاهلين إنها واجبة بينما هي سنّة مؤكّدة مثل صلاة العيدين… لماذا وصلنا إلى هذه الحالة من سوء ترتيب الأولويات ؟ علينا أن نعلّم الصّغار أوّلا أركان الإيمان ثمّ تأتي أركان الإسلام… الإيمان هو التصديق بالقلب يتبعه اللسان بوجود الله وملائكته وكتبه ورُسُله واليوم الآخر والقضاء والقدر ويقترن ذلك بالعمل الصّالح ولكم أن تلاحظوا كم من مرّة تكرّرت “الذين آمنوا وعملوا الصّالحات” في القرآن الكريم وليس “الذين أسلموا”… لماذا أهملنا حسن الخُلُق ونشر العلم وبناء الأوطان والاستقامة قولا وفعلا وانشغلنا بالمظاهر والعبادات المفرغة من معانيها ؟ كيف يعلّمنا الحجّ المساواة بين الناس ونحن نرى مسؤولين يصعدون فوق الكعبة أو يصلّون تحت مظلات أو يرجمون أخاهم الشيطان من سياراتهم وتُفسح لهم الطرقات بينما يدفع ملايين المسلمين الملايين ثم يتدافعون من أجل الوصول إلى الحجر الأسود ولا يصلون إليه ؟ وكيف ينهرهم “حارس” غليظ أمام قبر الرّسول محمّد صلّى الله عليه وسلّم إن وقفوا دقيقة لقراءة الفاتحة بينما يدخل آخرون إلى الكعبة المشرّفة والحجرة النبوية ؟ هل يمكن إقناع بعض المسلمين بمقاطعة الحجّ الذي تذهب أموالهم فيه ضرائبَ لأمريكا ولشراء الأسلحة لتدمير البلدان الشقيقة أو لدفع مجاملات لدول أخرى ؟ هل يعلمون أن أموالهم في الحج والبترول تذهب إلى غيرمستحقّيها بينما تغرق دول الوطن العربي في الحروب والفقر والمجاعة والأمّيّة والأمراض وانتفاء أبسط قواعد الحياة الكريمة ؟ لا يمكن أن نقنعهم بشيء فبعضهم يغضب إن لم تناد له “يا حجّ” وهو اللقب الذي ناضل من أجله ولا يهمّ إن كان قلبه غليظا وفعله قبيحا… ألا ينبغي لنا أن نستنكر الاستغلال الفاحش في تسعيرة الحج والأضاحي ؟ ألا ينبغي لنا أن نتساءل عن فخامة بناءات بعض المساجد والزرابي والكسوات والزخارف مقابل إهمال تحسين البنية التحتية من طرقات ومدارس ومستشفيات وفضاءات تعليمية ثقافية في بلداننا الإسلامية ؟ ألا ينبغي للحاج الذي حجّ مرّة واحدة أن يتصدّق بأمواله صدقة جارية في معروف يحسّن به وضع البلاد والعباد ؟ بل كيف يحلّل بعض الأئمّة التداين من أجل حجّ يقوم به البعض آليا دون أن يحقّق مقاصده النبيلة ؟ لماذا غلّب بعض المسلمين الشكل الظاهري للعبادات دون أن يطهّروا قلوبهم ؟ قال رسول الإسلام : “إنّ المفلس من أمّتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا، وقَذَفَ هذا، وأكل مال هذا، وسَفَكَ دم هذا، وضرب هذا، فيُعْطَى هذا من حسناته، فإن فَنِيَتْ حسناته قبل أن يُقضى ما عليه، أخذ من خطاياهم فطُرِحَتْ عليه، ثمّ طُرِحَ في النّار” (صحيح مسلم)

سامي النيفر

مواضيع ذات صلة