هل ينجح مونديال 2026 بصيغته الجديدة في إنهاء التخاذل بين المنتخبات في الدور الأول؟

هل ينجح مونديال 2026 بصيغته الجديدة في إنهاء التخاذل بين المنتخبات في الدور الأول؟

5 ديسمبر، 18:30

كل المتابعين للشأن الكروي يتذكرون حادثة خيخون 1982 عندما تواطأت ألمانيا الغربية مع النمسا من أجل إخراج الجزائر من الدور الأول وقد احتج الجمهور كثيرا على اللاعبين وهم فوق الميدان وأرادوا طردهم لعدم احترامهم للميثاق الرياضي..

ومنذ ذلك الحين، أصبحت مقابلات الجولة الأخيرة من دور المجموعات في كأس العالم وفي الكؤوس القارية تقام في نفس التوقيت حتى يخفّفوا من خطر التواطئ.. ولكن ذلك كان هراء وقد تواصل الأمر بنفس الحدّة إن لم نقل أكثر ووسائل الاتصال الحديثة تجعل الجميع يعلم بنتيجة المباريات الأخرى بالإضافة إلى النفوس الدنيئة التي لم تتوقف عن التخاذل يوما وكما يقال “اللي يسرق يغلب اللي يحاحي” وكثرة الشرطيين لا تعني اختفاء اللصوص…

والحوادث المريبة وقعت في بطولات محلية وقارية وعالمية وآخرها شبهات تخاذل الدانمارك ضد تونس وإسبانيا ضد ألمانيا وربما البرتغال ضد الأوروغواي.. نقول شبهات وفي النهاية لكل شيء أقنعة ولكن هناك مؤشرات نشتم منها رائحة المؤامرات.. فيظهر أننا لم ننجح في إنهاء التخاذلات وخسرنا في المقابل الفرجة على المباريات التي تدور في نفس التوقيت ولعل الجمهور العريض لن يستطيع مراقبة كل ما يجري وستمر أشياء في الخفاء.. ويبدو أن نسخة مونديال 2026 فكرت في ذلك الأمر وهي التي ستلعب لأول مرة ب48 فريقا موزعة على 16 مجموعة تحتوي كل واحدة منها على 3 منتخبات ويتأهل أول اثنان من كل مجموعة إلى دور 32 الذي سيكون إقصائيا حتى نصل إلى ثمن النهائي فربع النهائي ونصف النهائي والنهائي… وقد اقترحت الفيفا أن تلتجئ الفرق إلى ركلات الترجيح في حالة التعادل منذ مقابلات الدور الأول حتى ينقص التلاعب والتواطؤ علما أنه لن تدور مباريات في نفس التوقيت فكل مجموعة تحتوي 3 فرق…

وبهذا الاقتراح سيتحصل الفائز على 3 نقاط، والفائز بعد ركلات الترجيح على نقطتين، والخاسر على نقطة واحدة… والمهم أيضا أن التشويق سيزداد لأن عديد الفرق البخيلة تحسبها وتكتفي بالتعادل والمنافسة قد تضعف في حال الرضا بالنتيجة.. بل إن الأصل في كل المنافسات أن يكون هناك غالب ومغلوب وهو المعمول به في التنس والكرة الطائرة… والمهم عندنا أن تكون المسابقة شريفة والمشاركون نزهاء وليكن الانتصار للأجدر.. فإن لم نستطع أن نقطع دابر التلاعب بعد ذلك فالأفضل أن تكون المواجهات إقصائية منذ البداية وذلك سيخلق تشويقا ومتعة أكبر في كل مباراة بعيدا عن التعقيدات والحسابات وانتظار 3 مباريات وكثرة الاحتمالات وتعلّق مصير فرق بأخرى…


وفي النهاية، ستسمح زيادة عدد الفرق بمشاركة كل المنتخبات البارزة ففي كل نسخة نشهد غياب بلدان هامّة على غرار إيطاليا والسويد وهولندا… ولا عذر لمن لا يستطيع التأهل لكأس العالم بعد اليوم فأوروبا ستمثل ب16 منتخبا وإفريقيا ب9 مقاعد ونصف وآسيا ب8 مقاعد ونصف وأمريكا الجنوبية ب6 مقاعد ونصف وأوقيانوسيا بمقعد ونصف وأمريكا الشمالية ب3 مقاعد مع 3 بلدان مضيفة (الولايات المتحدة، كندا، المكسيك) تتأهل آليا للبطولة.. وسيزداد عدد المقابلات وهو أمر قد يكون مثمرا ماديا وفرجويا…

سامي النيفر

مواضيع ذات صلة