وفاء للشاعر محمّد البقلوطي في الذكرى 29 لوفاته… سامي النيفر

وفاء للشاعر محمّد البقلوطي في الذكرى 29 لوفاته… سامي النيفر

17 ماي، 21:52

هو المعلّم والشّاعر محمّد البقلوطي.. وُلد في صفاقس في 25 ماي 1957، فقد أبويه في ليلة واحدة وهو صغير واضطرّ إلى العمل حمّالا وفحّاما من أجل إخوته. ورغم ذلك تميّز في دراسته وتحصّل على شهادة ختم الدروس الترشيحية من دار المعلّمين العليا سنة 1980.. امتهن التدريس حوالي 10 سنوات.. كتب الشعر والنقد وقصص الأطفال ونشر إنتاجه في عديد الصحف والمجلات التونسية والعربية… يعرفه الأطفال قرّاء مجلّة “قوس قزح” وكان له نشاط ثقافي فاعل في الندوات والملتقيات داخل البلاد وخارجها… ساهم في تأسيس نادي الشعر بصفاقس وفرع اتحاد الكتّاب بالجهة وحصل على عديد الجوائز التقديرية.. من أشهر دواوينه : مواسم الحبّ (1984)، آخر زهرة ثلج (1987)، كن زهرة وغنّ (1994). عُرف بدماثة أخلاقه ومواجهته للظروف الصعبة التي عاشها… فبالإضافة إلى اليتم والطفولة الصعبة ابتلي بمرض السّكّري الذي أفقده البصر حتى خطفه الموت منّا مبكّرا بعمر 37 سنة في 12 ماي 1994… وقد قال عنه الدكتور خالد الغريبي : “يميل في بعض قصائده إلى السردية الشعرية التي تساعد على بناء النص وتحقيق واقعيته، كما يعتمد بنية التكرار للجمل والتراكيب ويبدو في ذلك متأثرا ببدر شاكر السياب… لا يشكّ أحد أنّ شاعرنا كان ذا موهبة صقلتها التجربة وغذّتها المعرفة وهو من خيرة شعرائنا رغم أن الموت عاجله.” ويقول عنه الأستاذ المنجي الشملي : “كنتُ وأنا أقرأ شعره أعجب بأمرين اثنين : رهافة الحس يزاوج عمق المعنى، وجمال الكلام يمازج نعومة الأسلوب”..
اكتشفه عديد الأطفال في قصيدة “شكوى الغاب والنهر” وهي محفوظات جميلة الإيقاع غنيّة بالمعاني في جمل قصيرة وهذان مقطعان منها :
“زيدان مرّ يجري ***** نحو الرّوابي الخضر
فأحرق الأشجار ***** وأتلف الأزهار
وأغضب الأطيار ***** حتى بكت للنهر
****** وما شدت في الفجر ******
ريما قبيل الظهر ***** مرّت بقرب النّهر
ألقت به الأخشاب ***** والقشّ والأعشاب
فاستنكر وارتاب ***** وفرّ نحو القفر
****** يبكي بدمع يجري” ******

رحم الله الفقيد الذي عمل وكتب وتحدّى مرضه وترك ذكرا عطرا بعد وفاته.

مواضيع ذات صلة