وين ماشين…هل هذا هو مركّب النادي الصفاقسي ؟..جمعة العيّادي

من أين أبدأ و ماذا أقول لهول ما شاهدت

طرقات مليئة حفر تحملناها، أوساخ و قمامات و غمضنا عينينا، روائح كريهة و إستنشقناها، جحافل الوشواشة و صارعناها، طوابير أمام كل إدارة و صبرنا عليها

  لكن عمري ما تخيلت يوم نشوف اللي شفت

أعلمني مدرب اكادمية كرة القدم بإجراء مقابلة مع أكاديمية السي أس أس يوم الأحد صباحا بمركب الفريق،

 زفيت الخبر لأبني الذي فرح و فرحت كذلك لأنني سأكتشف و لأول مرة مركب فريق عاصمة الجنوب،

 عند الصباح اصطحبت كل العائلة للمتعة والفرجة والإكتشاف، دخلت المركب واتجهنا نحوى القاعة

 القينا نظرة على صور كل رؤساء النادي في مكان و طريقة لاتليق بهم،

 غضيت النظر و واصلت السير داخل المركب في إتجاه الملاعب،

 و حصل ما لم يكن في الحسبان:

– أوساخ في كل مكان

– بالوعات تشكل خطرا على كل مترجل

– ملاعب في حالة يرثي لها و تستحي أن تسميها بأسمها

– روائح عطرة تختنق لمجرد تستنشق الهواء

– مناظر تستحي ان تفتح عينك لمشاهدتها

– حتي الأشجار الموجودة  تستحي أن تجلس في ظلها

اتصلت بالمدرب و سألته مسغربا، هل فعلا هذا هو مركب النادي ام تمزح معي، قال نعم

فقلت، ليته حدث شيء منعني من اصطحاب ابني و كل العائلة الي هذا المكان حتى أحافظ

على تلك الصورة الافتراضية في مخيلتي لنادي عريق حمل كل الألقاب و تغنينا به و هتفنا داخل الملعب و خارجه السي أس أس يا دولة.

ليتني لم أشاهد ما شاهدت حتي يتسني لي نطقه بالفرنسية

Complexe CSS

لكن أجزم لو أسميه بالفرنسية أمام فرنسي سيتم احتلالنا من جديد

وعند الخروج تساءلت اين يمكن لأبني غسل أطرافه من شدة الحر، قال لا ماء و لا حنفية

حينها أخرجت العائلة و غادرت المكان مسرعا محادثا زوجتي هل أنا في غيبوبة؟ بالرغم من قيادة سيارتي

    أقسم برب العزة لم أكن أتخيل يوما أن أشاهد ما شاهدت بالرغم كل ما يجري بهذا الوطن

لكن اليوم أبكي على مصير فلذات أكبادنا لغد لا أظنه أفضل

عفو على كل الكلمات لأنني مازلت مصدوما و امتنعت آخذ صورة لأبني في مشهد مثل هذا والأكيد أن ما خفي…