20 عاما على غزو العراق : متى يحاسب بوش الصغير وبلير وأعداء الإنسانية ؟

20 عاما على غزو العراق : متى يحاسب بوش الصغير وبلير وأعداء الإنسانية ؟

20 مارس، 18:30

يوم الخميس 20 مارس 2003 الموافق ل16 محرّم 1424، نفّذ بوش الصغير تهديداته وبدأ بغزو العراق بمساعدة توني بلير ودول أخرى حتى تلك التي كنا نعتقد أنها بعيدة عن الظلم كاليابان وإسبانيا وبولونيا وكوريا الجنوبية… ولكنها تبقى بالأساس مؤامرة أمريكية إسرائيلية بريطانية فارسية وما كان لها أن تتمّ لولا تخاذل تركيا والبلدان المجاورة وأغلب العرب على غرار الكويت والسعودية وقطر ومصر… حرب فاقدة لكل شرعية دمّرت العراق العظيم وأرجعته إلى ما قبل العصر الحجري بعد حصار جائر دام 13 سنة وقد بُنيت على كذبتين كبيرتين وهما امتلاك الرئيس صدّام حسين لأسلحة دمار شامل وتعاونه مع القاعدة في هجمات 11 سبتمبر وقد ثبت لاحقا براءة النظام من هذا البهتان كما ثبت صدقه وثباته على المبدأ… إن بوش الصغير من أكبر المجرمين الذين لم يعاقبوا في التاريخ الحديث وإنه لأسوأ رؤساء أمريكا على الإطلاق وإن ترامب أمامه لا شيء ولكن حتى إن غفل عنه العالم الظالم فهناك عقاب الله أحكم الحاكمين… هل دخل هذا الأرعن العراق من أجل الديمقراطية ومن أجل حقوق الإنسان ؟ انظروا ما حصل في الفلّوجة وفي سجن أبو غريب والقتلى كل يوم والفتن الطائفية وتقسيم البلد ونهب ثرواته من الحكّام الذين أتوا على ظهر الدبابات بفضل الخيانات وانظروا إلى خزائن النفط وإلى مستوى معيشة العراقيين الذين لا يجدون أمنا وأصبحوا تحت خطّ الفقر مع البطالة والجهل والتشرد والأمراض وانظروا إلى تدمير الآثار والبنى التحتية والحضارة الأعرق في التاريخ والتي يناهز عمرها 9000 سنة… أمازال العالم لم يفهم أن العراق ورئيسه المجاهد عوقبوا من أجل إسرائيل ؟ أيفرح المسلمون بشنق قائد عربي لم يجبن ولم يهرب وثبت على مبادئه رغم محاولات إذلاله وكسر شوكته وقتل أولاده وتشريد عائلته وتشويه سمعته ؟ أيفرح الشيعة باغتيال صدّام حسين في أول أيام عيد الأضحى بينما ينحدر من آل علي بن أبي طالب كما أثبتت ذلك أكثر من مؤسسة رسمية خارج العراق مختصة في الأنساب ؟ ولقد زلزل الله بوش الصغير في لسانه مرة فتحدّث عن “الغزو الوحشي للعراق” وكان يريد أن يقول أوكرانيا… إننا لنستغرب كيف تبقى هذه الجريمة دون عقاب ؟ بل كيف لم نتظاهر ولم نمنعها بكل قوانا ؟ وكيف كان الحكّام العرب يتفرّجون على هذه المهازل ونسوا أن الدور جاي عليهم ولكن شتّان بين من قتلته أمريكا وبين من أعدمه شعبه باستثناء علي عبد الله صالح والقدّافي الذي كان فطنا وثابتا رغم بعض الهفوات… ما أسرع ما يمرّ الزمن وما أمرّه على العرب الصادقين… يبقى غزو العراق وتدميره دون مبرّر ودون احترام للمواثيق الدولية من أبشع الجرائم في التاريخ الحديث وأكاد أقول إن حال العراق أسوأ أحيانا من فلسطين نفسها… أمريكا لم تدخل العراق لأنها قوية ولكن لتخاذل العرب وخيانتهم… ولو كان بوش الصغير شجاعا لحارب إيران وكوريا الشمالية والصين وغيرها من “محور الشر” وهي أكثر الدول دكتاتورية في العالم ولكنه أضعف وأجبن من أن يفعل ذلك بل لقد تحالف مع الفرس النجسين ضد الأخلاق وضد الإسلام وضدّ الحق… ويبقى الحق معلّقا إلى أن ينتقم الله من الظالمين في الدنيا قبل الآخرة.
سامي النيفر

مواضيع ذات صلة