أزمة الكوفيد تكشف مرة أخرى الهوة السحيقة التي سقطت فيها الدبلوماسية التونسية..الازهر التونسي
سأبدي بعض الملاحظات بعد تصريح وزير الخارجية التونسي بشأن اقتسام لقاح الكوفيد 19 المورد من الشقيقة الجزائر مع تونس و خروج وزير جزائري ليقول بأن الموضوع محل درس من الحكومة الجزائرية:- إن تصريح وزير الخارجية التونسي فيه كثير من التسرع و الشعبوية.- إن الموقف الجزائري فيه تكذيب بعبارات دبلوماسية لتصريح وزير الخارجية التونسي.- إن الضرر الذي لحق سمعة البلاد التونسية و دبلوماسيتها أصبح واضحا و جليا و ردة الفعل على شبكات التواصل الاجتماعي أكبر دليل على ذلك فالوصف المتداول هو أن البلاد التونسية أصبحت تستجدي اللقاحات من جيرانها و نسيت مبدأ ما فتئ السيد الغنوشي يذكرنا به وهو ما تخرج الصدقة كان ما تشبع اماليها.- هناك مبدأ تعمل به كل الدول وهو مبدأ التحفظ فقد كان على السيد وزير الخارجية الامتناع عن هكذا تصريحات تسيء له و للبلاد التونسية.- إن التحرك الذي قام به وزير الخارجية بدفع من رئاسة الجمهورية و بالصورة التي أتى بها هو تعطيل و تشويش على عمل الحكومة و وزارة الصحة و الهيئة المكلفة بملف التلاقيح وهي أعمال من أساسها تسير بخطى ثقيلة هذا من ناحية و من ناحية أخرى يبرز هذا التدخل المدى العميق لتفكك أجهزة الدولة التونسية و الذي يعد حسب رأيي السبب الرئيسي للفشل الذريع الذي نعاني منه اليوم في مواجهة الكورونا.- إن الفراغ الكبير في اتخاذ القرار جعل من يدب و من يهب يتدخل في الموضوع من ذلك إعلان أحد المغنين أنه سيوفر اللقاح الصيني لتونس مما أحرج الحكومة الصينية و جعلها تصدر تكذيبا من قبل سفارتها لأنه في مثل هذه المسائل الإستراتيجية و الحيوية التعامل لا يكون بين الأفراد بل يكون تحت إشراف و متابعة من السلطات الرسمية



