إنَّني ذاهبٌ إلى الغابِ يا “مدينتي” ! فتحي  الهمّامي

إنَّني ذاهبٌ إلى الغابِ يا “مدينتي” ! فتحي الهمّامي

20 نوفمبر، 18:30

أظن أنه لم يبق لنا سوى مغادرة مدينتنا. فالعدو إقتحم أهم مواقعها ودنس أجمل أماكنها بعد أن انهارت دفاعاتنا الواحد تلو الآخر.. ولم يعد لنا بالامكان مقاومته  وصد هجومه الكاسح من الداخل.الزبالة تعيث في مدينتنا كما يَعِيثُ الذئبُ في الغَنم، لا نقوى على رده او طرده. فصفاقس تركت دون حماية. ولم تجهز ولو التجهيز الوقتي لمواجهة خصم متربص يطلقون عليه كلمة قمامة، لأن قومته  لا تبقي ولا تذر. وها انه أحتل مدينتنا  بالكامل او يكاد.أين القُوَّاد ؟ لا تسألوا عنهم لقد تخلوا عنها وباعوها منذ زمان لذلك العدو الغاشم.   والقواد نفسه لا يتصرف بمثل تصرفهم مع مدينته !فلنغادرها إلى الغاب ليوم او نصفه هذا ما ادعو إليه متساكني صفاقس (كما فعل يوما مواطني سليانة) لعلنا نكرّ على العدُوّ من خارج المدينة.او لعل المدد يأتينا مسرعا لمقارعته.وقد قال يوما ابو القاسم الشابي:إنَّني ذاهبٌ إلى الغابِ يا شعبيلأقضي الحَيَاةَ وحدي بيأسِإنَّني ذاهبٌ إلى الغابِ علِّيفي صميم الغاباتِ أَدفنُ بؤسيوأنا أقول : إنَّني ذاهبٌ إلى الغابِ يا “مدينتي”

!فتحي الهمامي

مواضيع ذات صلة