التطهير… بين  الزبلة الظاهرة والزبل  الخفيّة …الصادق  شعبان

التطهير… بين الزبلة الظاهرة والزبل الخفيّة …الصادق شعبان

20 نوفمبر، 21:51

عاشت البلاد عشر سنوات تراكمت فيها الزبل .. الزبل الظاهرة و الزبل الخفية و دخلنا مع قيس – و مع قيس فقط دون من اتى قبله من الرؤساء – عملية التطهير … الان أصبحت أتفهم انفجاره … و اتفهم شدة اصراره … و اتفهم تشنجه … فحجم الملفات كبير … و ما حصل خطير …و امامه لوبيات صعبة يجب تفكيكها … و اللوبيات عادة سلسلة وفاقات خبيثة … معلنة و غير معلنة … تهدف بدون اية اخلاق … للانتفاع غير الشرعي بأشياء .. و لطمس محاولات كشف الجرائم… و محاربتها بالقوة .. و حماية المورطين … يقف الضحية امام اللوبيات باهتا مظلوما مهما قويت مكانته و تعاطف معه الناس … و كنت انا منهم في قضية خاصة… اللوبيات تتكون عادة من سياسيين فاسدين و رجال أعمال فاسدين و امنيين نافذين و معهم قضاة مرتشين مزروعين في كل ثنايا التتبعات… هذه المافيات يجب أن تسقط … التطهير يجب أن يشمل كل الفاسدين … من قيادات الاحزاب و النواب و الوزراء و كبار الموظفين … و من الكناترية و رجال العمايل الفاسدين و المهربين و من وسطاء الصفقات المشبوه… و من النافذين من الامنيين و القضاة المستكرشين … التطهير يطال بعض النقابيين … و بعض هيئات الرقابة …و بعض المجتمع المدني … و بعض الإعلاميين و الفايسبوكيين … لان هؤلاء عرضة للارتشاء و للابتزاز … عندها تغلق الحلقة… و لكن ما أوسع هذه الحلقة و ما أصعب المهمة … عمل قيس ليس سهلا ابدا … و عمل من معه ليس سهلا … الان أقدر حجم العمل الذي ينتظره … و أجد له عذرا في البطء الذي يفرض عليه … و اتفهم التشنج أمام التعطيلات … و عودته لنفس الموضوع في كل مرة… لان ذلك من الملفات الاولى التي يجب البدء بها للانطلاقة الجديدة … الان اتاكد انني كنت في الطريق الصحيح… و العديد منا كان في الطريق الصحيح… و على النخب مساعدة الرئيس و دعم مساعديه… و على الشرفاء مساعدة الرئيس و مساعدة مساعديه… و على عموم الناس مساعدة الرئيس و الوقوف مع مساعديه … على الدول الصديقة فهم ما يجري… على المنظمات الدولية المانحة فهم ما يجري … على الإعلاميين و قيادات المنظمات غير الحكومية فهم ما يجري … اذا كانوا يريدون بلدا دون ارهاب عليهم المساعدة الان … اذا ارادوا اقتصادا نظيفا قويا عليهم المساعدة من الان … اذا أرادوا تبادلا قويا و بلد استثمار عليهم المساعدة لا التعطيل …أقول للجميع في تونس واصلوا و نحن معكم … بدأ قيس ببعض السياسيين و ببعض الكناترية و ببعض الامنيين النافذين و ببعض القضاة … ما زال الأمر كبيرا و متشعبا … و الأمر يتضح باطراد ، و نقترب من رؤوس الحربة … لكن الكل آت، و المسألة مسألة وقت و لو أن الوقت لا يرحم… كنس الأدراج يبدأ من فوق … هذا هو الصحيح … و البناء على الركام لا يصح … حاجات قليلة فقط … اقولها بكل محبة للرئيس و لمساعديه… و سوف اتمسك بها و استميت في الدفاع عنها… اولا : لا لتوتير الأجواء فوق اللزوم …حتى تصبح عملية التطهير مقبولة عادية و تاخذ الوقت الذي يجب دون تعطيل دواليب الدولة و الاقتصاد… ثايا : لا نربك عجلة الاقتصاد و لا نخيف النزهاء من رجال الأعمال … و حذار من ظلم الأبرياء ثالثا: لا نخيف الشرفاء من السياسيين و النقابيين و نشطاء المجتمع المدني و من الإعلاميين و من المدونين و نجعلهم من صف جنود الوطن… رابعا : لا نمشي في التجارب المخيفة… لا نزعزع المنظومات المعهودة… الجمهورية تبقى جمهورية و لا نسير نحن متاهات الجماهيرات … خامسا : التعمق في مقترح الشركات الأهلية و منظومة الصلح الجزائي و دراسة الانعكاسات … كأني أرى نكبة التعاضديات التي حصلت في الستينات قادمة من جديد … علمني احد المقاولين الأصدقاء ممن لم يحصلوا على شهادات و انما تملكوا الفكر و الكفاءة : من يعرف كيف يهدم لا يعرف بالضرورة كيف يبني … و لكل عمل اخصائيون … الشعار :لا للاسلاموية و لا للجماهرية …نريد دولة مدنية لا غير و نريد دولة جمهورية لا غير … نريد البورقيبية بقوتها و بمدنيتها و بقيمها الجمهورية … لكن في مناخ تعددي تنافسي جديد …هذا ملخص الحركة الستورية الجديدة و هذا ما اتمنى ان يتبناه الدستوريون و الوطنيون …

أ.د الصادق شعبان

مواضيع ذات صلة