عائد من تونس …..الحلقة الرابعة…..الطاهر العبيدي

عائد من تونس …..الحلقة الرابعة…..الطاهر العبيدي

24 سبتمبر، 18:30

اكتساح واضح وجلي لكل مناحي الحياة في كثير من المدن التونسية تقريبا، من طرف الأفارقة. سواء من انقطعت بهم السبل للوصول إلى أوروبا. فأصبحت تونس مستقرا لهم بعد أن كانت محطة عبور، أو من تدفقوا من الجارة الليبية بعدما وقع فيها ما وقع، أو من رأوا في تونس بلد المقام والحلم
ودون أن نكون ممن ينكرون حق الانسان في الاستقرار في أي مكان شاء، أو ممن يحكمون على الناس بناء على اللون أو العرق او الانتماء، أو من العنصرين أو المتعالين على خلق الله، أو من المحرّضين على من جاؤوا للشغل، وتحسين أوضاعهم في بلد هو في حد ذاته عاطلا ومعطلا ويحتاج لليقظة بدل النعاس، والصحو بدل السبات..
ولكن أمام ما نراه من تنامى عدد الافارقة في تونس، وتمركزهم في عديد الجهات، ورغم وجودهم في مواقع ومهن هامشية. إلا أن هذه الظاهرة باتت تشكل في نظرنا مشكلة وقضية، لها انعكاسات على البلد في قادم السنوات
من حيث التغيير الديموغرافي والسلوكيات، وخطورة الانصهار في العادات الوافدة وطريقة العيش والحياة. مما ينبأ بتغيير نمط المجتمع التونسي وتأثير هذا القادم فيه، وفقدانه لخاصيته. لأن هذا الإفريقي الآتي من ثقافة أخرى ومن مناخ آخر، قادرا على التحمل والصبر. في انتظار التمكن والتمركز. مما يوحي بأن السنين القادمة سيصبح فيها التونسيين أقلية، أو ربما هوامش أو توابع. ومع كل ذلك الدولة وكأنها غير معنية بمثل هذا التهافت غير المنظم وغير المؤطر وغير المقنن وغير المحسوب..
ولعلنا نستفيق بعد عشر سنوات او عشرين على أقصى تقدير، لنجد تونس ودون مبالغة محيت واندثرت إسما وتاريخا وخصوصية وهوية.. ورغم هذا الوضع الواضح للعيان إلا أنه هناك غياب كلي وعدم وعي بضخامة هذا الملف من مسؤولين لا يستشرفون الآتي. ولا يعيرون اهتماما لما ستبوح به التحولات مستقبلا في هذا الاتجاه
شأنهم في ذلك شأن عدم اللامبالاة بهدم العديد من المؤسسات، التي انتخبت ووقعت المصادقة عليها في مجلس النواب، وتبنيها بالرائد الرسمي للبلاد، ورصدت لها الأموال والمقرات كما على سبيل المثال هيئة مكافحة الفساد التي قبرت دون حساب..
وهيئة الحقيقة والكرامة التي خمس سنوات وهي تجمع الشهادات والوثائق والمستندات، والتقصي والتحقيق والبيانات وضحايا بالمآت.. والنتيجة حقوق في مهب الرياح، والحصيلة كذبة كبيرة استمرت خمس سنوات.. والضحايا منهم من فارق الحياة دون حقوق ولا اعتذار.. ومن بقي منحوه ورقه بيضاء فيها اسمه ولقبه ورقم الملف والعنوان ومني وعليكم السلام، يا بلد الأراجيف والعجب العجاب
“فالبلد بلدي ويصلني منها بريد “

مواضيع ذات صلة