الفلاحة التونسية تستغيث.. فهل من مجيب ؟

الفلاحة التونسية تستغيث.. فهل من مجيب ؟

27 نوفمبر، 18:30

تعيش الفلاحة التونسية سنوات صعبة بسبب الجفاف وندرة المياه والتلوث والتغيرات المناخية ونقص الأدوية وقد أصبح بعض الفلّاحين يفضّل وفرة الإنتاج على جودته ولهذا يعمد إلى استعمال الموادّ الكيمياوية التي تضمن النتائج السريعة رغم أنها مضرّة بصحة المستهلك ولكن هذه أيضا سياسة دول حتى تستطيع توفير الغذاء في مجتمع استهلاكي متطلّب بالإضافة إلى مشكل الحبوب وهو ما طرحه بإبداع فيلم “كسكسي.. حبوب الكرامة” حيث أكّد بعض الفلّاحين أنّ تونس محتلّة فلاحيّا وأنّ الحبوب الأصيلة ذهبت إلى الخارج الذي أصبح يعطينا حبوبا أخرى ذات جودة أقلّ ولا يمكن إعادة بذرها حتى إنّ الفلّاح ليبكي فرحا إذا أعطاه أحدهم بذور “المحمودي” أو “البيدي” أو “البسكري” أو “جناح الخطّيفة” أو “الحميرة” مبيّنا أنّنا بعد 10 سنوات سنضطرّ لاستيراد السميد والفارينة من الخارج وأنّ الحروب القادمة ستكون على الغذاء وأنّ الأجيال القادمة ستتحكّم الدّول الأخرى في أطباقها وأنّ طرق الحصاد “العصرية” تضرّ بجودة الإنتاج وأنّ الاستثمار في القمح يقلّ يوما بعد يوم وأنّ الفلّاحين يفضّلون زراعات وغراسات أخرى مربحة أكثر وأنّ هناك الكثير من الأراضي الدّوليّة غير المستغلّة والمهمّشة ونضيف على كلامه أنّ هناك عزوفا كبيرا على خدمة الأرض وخاصة من الشّباب وأنّ الاستثمار في الفلاحة غاب حتى عن أصحاب الحقول والحدائق الخاصة فلا تشجير ولا عناية بالأرض التي إذا أعطيتَها أعطتكَ رغم الصعوبات فلو تخلّينا كلّنا عن الأرض فنحن أيضا نتخلّى عن التاريخ وعن العرض… هذا غيض من فيض ونحن نؤكّد أنّ دور الفلّاح مهمّ جدا لتوفير الغذاء وهو يعاني كثيرا وعلينا أن نشجّعه حتى نحمي الثروة النباتية والحيوانية وتونس مطمورة روما أرض معطاءة طيّبة ولكنّنا لا نحسن استثمارها.فلن نكون بخير ما لم نول للفلاحة الأهمية التي تستحق في تونس.. إنها القطاع الأول ولكنّنا نسينا أصلنا وذهبنا للصناعة والسياحة والتكنولوجيا والحياة العصرية المقيتة التي لا أساس لها ولا لأي شكل من أشكال الحياة دون الفلاحة التي هي منبع الحياة.. أمننا البيئي والغذائي في خطر. ألا هل بلّغتُ ؟
سامي النيفر     

مواضيع ذات صلة