الفيسبوك هو السلطة العليا عند التونسي…خليل المرداسي
الفيسبوك و استعمالاته عند نسبة كبيرة من التوانسة : هو سلطة عليا في مجال افتراضي أقوي من القانون و أسرع من الحماية المدنية و شرطة النجدة و الأبحاث و العدلية و المحكمة في جميع أطوارها .
كيف لا و اليوم مسؤولون علي مستوي مرموق في المجتمع و الدولة يرتكزون في نقاشاتهم و تحاليلهم و تبريراتهم علي الفيسبوك .
الفيسبوك عند نسبة كبيرة من التوانسة تجاوز التعريف علي انو وسيلة للتواصل الاجتماعي و للبحث و النشر بل هو حلبة مفتوحة علي مصراعيها للتحليل و التشريع و التكمبين و الحسد و البغض و التنمر و رمي التهم جزافا دون حسيب و لا رقيب وذراعك يا علاف .
التونسي من قبل يفهم في الكورة و في الفلاحة و الصيد البحري بالكركارة و في المياه العميقة و في الصناعة و في التجارة و في الطب و في التعليم العالي و في الفضاء و في الأقمار الصناعية و في ……….و في …………
التونسي من قديم الزمان عايش علي الخرافات و الروايات متاع العبيثة و الأشباح و الغول و سيدي محرز و شورب و الباندية و نظرية المؤامرة ، أكيد أنو مع هذا الكل ماشي يلقى في الفيسبوك أحسن فضاء مريح للهزان و النفضان و التجني و الكذب و التنوفيق و الاستهزاء من الآخر يعرفو و إلا ما يعرفوش .
الأدهى و الأمر في هذا الكل أنو بالنسبة لعدد كبير من التوانسة بمختلف شرائحهم و انتماءاتهم أصبح الفيسبوك يمثل سلطة عليا هي اللي يحدد بها مصير كل شيء بصورة ثابتة تتلاشى أمامها قيمة العلم و البحث و العقل و المنطق و التروي و التربية و الأخلاق و الدين و القيم و الأسرة .