حمة الهمامى ، بورتريه سياسي … بقلم أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي

حمة الهمامى ، بورتريه سياسي … بقلم أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي

19 جوان، 21:55

  في محاولة  لاستقراء خفايا  الشخصية السياسية للسيد حمة الهمامى سنلتجئ اضطرارا لطرح بعد الأسئلة و التساؤلات  و من أولها و أهمها  تساؤل بسيط هل أن  لاعب كرة القدم الناجح يمكن أن يكون مدربا ناجحا و هل أن  المناضل الناجح يمكن أن يكون سياسيا ناجحا  ؟ دون أن نعطى أهمية لحقيقة ما يقال من تشكيك  في نضال  الرجل و مواقفه المتقلبة و تحالفاته المشبوهة مع حركة النهضة ثم الخلاف معها ثم العودة إليها بعد ما يسمى بانقلاب 25 جويلية 2021  و دون أن نلقى بالا لما يقال حول  صحة علاقة  الرجل  بالمال السياسي القذر و حول الأسباب الحقيقية التي دفعته لعدم القبول بالدخول في حكومة  الرئيس الراحل الباجى قائد السبسى و دون أن نهتم بالاتهامات الخطيرة التي أطلقها منذ فترة النائب المنجى الرحوى حول أوهام الزعامة التي يعيشها الرجل و التي تسببت في كل الخسائر الانتخابية  منذ  جانفى 2011   فلسائل أن يتساءل  هل يصلح السيد حمة الهمامى لممارسة السياسية و هل تتوفر فيه الشروط المطلوبة  و ما هو مشروع الرجل للحكم .

 من المبادئ المستقرة أن السياسة نتائج و في هذا المضمار تشهد نتائج السيد حمة الهمامى الانتخابية مثلا أنه فاشل و لا  يستهوى برنامجه السياسي  أذواق و انتظارات الناخب التونسي بل أن  هذه النتائج قد شكلت إضافة إلى نتائج شخصية سياسية أخرى مثل السيد أحمد نجيب الشابى مدار سخرية الشارع السياسي  حين  خرجت التسمية الساخرة  ناعتة هؤلاء الفاشلين بجماعة الصفر فاصل  .  فهل يمكن لشخص يدعى الزعامة و  القدرة على إيجاد حل اقتصادي لمشاكل البلاد  أن يصرّ على هذا الموقف  حين يتحصل على صفر  مكعب في الانتخابات و يجد نفورا واضحا من الناخب تجاه برنامجه السياسي المطروح ؟  هل يمكن لطالب أن يتقدم  لنيل الدكتوراه و هو ساقط في كل الامتحانات؟  هل يحق لفاشل سياسي أن يدعى الحكمة و القدرة على تسيير البلاد ؟ لماذا لم يقتنع السيد حمّة الهمامى أن برنامجه للحكم هو برنامج هلامي غير قابل للتطبيق في ظل المعطيات الاقتصادية و السياسية الداخلية و الخارجية ؟.

في كل الدول الغربية يخضع السياسي إلى دروس و رسكلة  تتعلق بأدبيات الخطاب السياسي و يتناول حصصا مدروسة من كبار أهل الاختصاص في اللغة و  الحركة  و تقنية الرد السريع و عدم الانفعال إلى غير ذلك من تقنيات الاتصال المباشر مع الناس و بالمقابل  يصرّ السيد حمّة الهمامى على تلويك نفس القوالب الجدلية الجاهزة و البالية مفرطا فى  الشعبوية  مجاهرا   بنفس الأسلوب المؤدى لنفس الفكرة الممجوجة  من عموم المتابعين.  من أبجديات الخطاب السياسي أنه يهدف لإقناع الناخب و المتابع لكن الملاحظ في خطاب السيد حمة الهمامى أنه يتسلّى بالغوص في المشاكل بل بات مصدرا لإنتاج المشاكل بالجملة و التفصيل و بات المتابع يرى فيه نوعا من التهريج تماما كما حصل في مقابلته الأخيرة على قناة التاسعة و حكاية التساؤل  إلى أين وصل  ثمن   ثمرة القرع . لقد أختزل الرجل في نفسه خطاب المهاترات السياسية المأزوم بالشخصنة الباحث عن استغفال المتابع من خلال تشتيت نظره حول قضايا هامشية فرعية و حين يصل الأمر بالسيد المنجى الرحوى  إلى القول بأن خطاب السيد حمة الحمامى غير مقنع و رصيده ضعيف و أنه يحتاج للراحة و التجديد  فلا يملك المتابع إلا التساؤل لماذا لم يقم الرجل ” بتعليق الصباط ” ؟

مواضيع ذات صلة